حقٌّ مشروعٌ

اسرة ومجتمع 2025/04/13
...

سعاد البياتي

هناك قضايا اجتماعية تبدو معقَّدة حينما تقع في أجواء خالية من التفاهم واحترام الآراء، لاسيما ارتباطها بمصير إنسان يسعى لكسب مستقبل أفضل مما كان عليه في السابق، كتبت هذا العمود عندما لمست إصرار إحدى الأسر على تزويج ابنتهم المطلَّقة من أحد الأشخاص دون الرجوع   إلى موافقتها، فقد حدثتني إحداهن بأنها وبعد الطلاق سعت   إلى إكمال دراستها والحصول على شهادة تؤهلها لتكون إنسانة فاعلة خاصة وهي تهوى الرسم ولديها حلم في أن تكون واحدة من تشكيلياتنا البارزات ، وتعمل على تطوير ذاتها والتخلُّص من التبعات النفسية التي سببها الانفصال لها.

هذه واحدة من المشكلات التي تواجهها المرأة المطلَّقة إزاء إجبارها على الارتباط بأي شخص من دون العودة   إلى موافقتها من عدمها، فنظرة المجتمع والآخرين أن أية منهن ستقبل بذلك لأنها ذات تجربة زواج فاشلة، ومن الضروري تزويجها حتى إن كان غير توافقي، ومهما كانت مبررات الأهل فلا يمكن معاقبة المطلَّقة بإجبارها على زوج لاتريده، 

علينا أن ننصف الزوجة المطلقة، وحمايتها ورعايتها والأخذ بيدها، لا أن نعاقبها والدفع بها   إلى مصير مجهول، فالإسلام يمنح المرأة سواء كانت مطلقة أم غير ذلك الحق في الاختيار وعلى الأهل التوجيه والنصح فقط ، فمشورة الأهل واجبة وضرورية  بيد أنه لاتصل   إلى الإجبار والإكراه وفرض الآراء بالقوة والإصرار ، والإجبار يُعدُّ من الجهل وعدم احترام المرأة، والدين الإسلامي يحثُّ على الرفق بالقوارير والمحافظة عليهن بما يرضي الله سبحانه وتعالى  ، والموضوع لا ينبغي له التطور في ظل نضوج العلاقات الأسرية ومنح المرأة الحقَّ في الاختيار والعمل، كما أنها اصبحت طاقة ايجابية وعلمية لتكون حاضرة ومتميزة في المجتمع،  ولها إنجازات لاينبغي التغافل عنها، وإن كانت منفصلة فنظرة المجتمع لها الآن أصبحت مختلفة وناضجة عن ذي قبل، كما أن أغلبهن تسلَّحْن بالعلم وتكملة مشوارهن الدراسي والعملي، ولم يقفْن على أطلال العلاقة الفاشلة ويندبن حظوظهن، فقد سعين   إلى إصلاح كل ما تهدَّم من جديد وكنَّ ذوات طموحات وإنجازات لا يمكن نكرانها . 

وللعودة   إلى الهدف الأساس من الموضوع لابد أن نقدم دعوة لكل الأسر وللمجتمع في التأنِّي والمشاورة مع فتياتهم في قضاياهن المصيرية سيما الزواج، وأن يقفوا معهن في رسم مستقبلهن بثقة ومحبة