كيف نحمي أبناءنا من مخاطر السوشيال ميديا ؟

اسرة ومجتمع 2025/04/13
...

 تشيلسي برومفيلد

 ترجمة: شيماء ميران


لقد قضيت أكثر من عقد من الزمان في مجال التعليم، وبعد انتهاء الوباء، لمست تغييراً واضحاً في عادات طلاب المدارس المتوسطة والوقت الذي يمضونه أمام الشاشات، حينها أدركت أنه ينبغي أن اتخذ قراراً مختلفاً مع ابنتي التي على وشك الدخول   إلى المدرسة الثانوية.

قررت أن يكون لديها “هاتف غبي”، يقتصر على الاتصالات والرسائل النصية وبعض قدرات التصوير، ولن تكون فيه وسائل تواصل اجتماعي أو تصفح إنترنت أو بريد إلكتروني أو أخبار أو إعلانات. والهدف هو أن تُكمل مراحل المدرسة الثانوية بهاتف غبي، وبالتأكيد، لم تكن ابنتي سعيدة بذلك، لكني متأكدة بأنني اتخذت القرار الصائب.


الإصابة بالقلق

لا يمكن تجاهل الدراسات التي اُجريت عن مدى ضرر وسائل التواصل الاجتماعي على المراهقين، والقول إن ابنتي المراهقة غير سعيدة لأنها حصلت على هاتف غبي في الثانوية ليس استهانة القرن، لم تتفاجأ ابنتي فقط من هذا القرار، بل أولياء أمور كثيرون ومع ذلك، لا اعتقد أن هناك خطة واحدة تناسب الجميع في موضوع التكنولوجيا وتأثيرها بالنسبة للمراهقين ووسائل التواصل الاجتماعي

لا يمكن تجاهل الحقائق، فوفق دراسة أجراها مركز”بيو” للأبحاث العام لماضي، فإن 95 في المئة من المراهقين على الأقل يستخدمون هواتفهم الذكية، وقرارنا كأولياء أمور إعطاء المراهقين هاتفاً غبياً يجعلنا مجموعة صغيرة غير مالوفة. كما وجدت الدراسة أن هؤلاء المراهقين يستخدمون تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي باستمرار تقريباً

وبسبب الإشعارات المستمرة والصور المنسَّقة وكمية المعلومات الهائلة التي تعصف بهواتف المراهقين الذكية، قد تُسهم في زيادة إصابتهم بالقلق والاكتئاب والعزلة


مقارنة بصرية

إن انتشار المقارنات الاجتماعية والجسدية على وسائل التواصل الاجتماعي قاسية وضارَّة بنحو لا يصدق، خصوصاً بالنسبة للفتيات، أما المراهقون فيكونون أكثر عرضة للمقارنة البصرية والبحث عن الكمال، ولأن وسائل التواصل تُغذِّي هذه الأفكار أكثر مما يمكن للوالدين تحمُّله. ولأني لا أستطيع مواجهة ذلك، لن استنزف طاقتي في تحمله.

لقد كانت ابنتي تشارك في منافسات رياضية لعدة سنوات في المدرسة المتوسطة، وتخللها السفر وقضاء وقت كبير في التدريب والألعاب، أتواصل معها واتتبعها بأمان عبر “ساعة آبل Apple Watch”. لكن مع ذلك لا يمكنها التواصل مع أصدقائها وزملائها في الفريق.

وإذا سألتها ما الذي يزعجها في هاتفها الغبي، ستسمع الشكوى الأهم أنها لن يكون لديها إنترنت، ولن تتمكن من البحث عن المعلومات أو تنزيل الألعاب، ومع أنه من حسن الحظ لا يمثل التواصل الاجتماعي أي قيمة لديها، لكنها في سنِّ المراهقة وقد يتغير ذلك غداً.

وبالتأكيد ستواجه صعوبة في التواصل مع أصدقائها خارج المدرسة، رغم أنها لا تزال قادرة على الاتصال بهم عبر الهاتف، كما سيكون لديها كمبيوتر محمول عند الدخول للمدرسة الثانوية

ورغم وجود الكثير من الأبحاث والبيانات، لكني أرغب كثيراً أن أكون مخطئاً بقراري وأجد دراسة تُظهر أن لا علاقة لوسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية بالمشكلة لا من قريب ولا من بعيد، واعتقد أن هذا لن يحدث.



عن موقع بزنس إنسايدر