{أجواء بنّاءة} تسود المفاوضات الأميركية – الإيرانية

قضايا عربية ودولية 2025/04/13
...

 مسقط: وكالات


انتهت في مسقط، مساء أمس السبت، الجولة الأولى من المفاوضات "غير المباشرة" بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأميركية بشأن الملف النووي الإيراني ورفع العقوبات عن طهران، وتنقل وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي على مدار قرابة ساعتين ونصف بين غرفتين منفصلتين جلس فيهما رئيسا الوفد الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي والأميركي المبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف، حيث نقل لكل منهما بصورة "كتابية" وجهة نظر الطرف الآخر بشأن الملف مدار المفاوضات، واتفقت طهران وواشنطن على إكمال المفاوضات "غير المباشرة" الأسبوع المقبل.

وأعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، عبر منصة "تيلجرام"، عن انتهاء الجولة الأولى من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية بشأن البرنامج النووي، مشيراً إلى أنها جرت في "أجواء بناءة".

وأوضح عراقجي: "انتهت الجولة الأولى من المحادثات غير المباشرة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأميركية بشأن رفع العقوبات والبرنامج النووي" .

وأضاف: "في هذه المحادثات، التي جرت بوساطة سلطنة عمان، تبادل كل من عباس عراقجي، وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، وجهات نظر ومواقف حكومتيهما حول البرنامج النووي السلمي الإيراني ورفع العقوبات غير القانونية المفروضة على إيران، وذلك في أجواء بنّاءة يسودها الاحترام المتبادل، عبر وزير الخارجية العُماني".

وأضاف عراقجي، أن "الجانبين اتفقا على مواصلة هذه المحادثات الأسبوع المقبل"، وأشار حساب وزير الخارجية على "تليغرام" إلى أنه "عقب انتهاء أكثر من ساعتين ونصف من المفاوضات غير المباشرة، أجرى رؤساء الوفدين الإيراني والأميركي حديثاً قصيراً بحضور وزير الخارجية العُماني أثناء مغادرتهم موقع المحادثات".

وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، قد أعلن ظهر أمس السبت، عن انطلاق هذه المباحثات، مشيراً إلى أنها "تُجرى في مكان واحد ولكن في غرفتين منفصلتين، بإشراف عماني"، وأكد أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية أثبتت عبر عقود من عمرها التزامها العملي بالدبلوماسية"، مشيراً إلى أن "هذه المباحثات تعكس إرادة إيران في حماية مصالحها الوطنية بالوسائل الدبلوماسية".

وبدأ الوفد الإيراني اجتماعاته بلقاءات مع مسؤولين عمانيين، في مقدمتهم وزير الخارجية بدر البوسعيدي، حيث بحث الجانبان الترتيبات الخاصة بالمحادثات مع الجانب الأميركي.

وذكرت الخارجية الإيرانية أن وزير الخارجية عباس عراقجي، الذي يترأس الوفد الإيراني، قدّم خلال الاجتماع محاور ومواقف طهران ليتم نقلها إلى الطرف الآخر، مشيداً بما وصفه بـ"النهج المسؤول" الذي تتبعه سلطنة عمان تجاه التطورات الإقليمية.

وخلال هذه المفاوضات، التي جرت بوساطة سلطنة عمان، تبادل كل من وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لرئيس الولايات المتحدة لشؤون الشرق الأوسط، وجهات نظر ومواقف حكومتيهما بشأن البرنامج النووي الإيراني ورفع العقوبات المفروضة على إيران، وذلك عبر وزير خارجية سلطنة عمان.

وعقب أكثر من ساعتين ونصف من المفاوضات "غير المباشرة"، أجرى رئيسا الوفدين الإيراني والأميركي حديثاً مقتضباً بحضور وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي قبيل مغادرتهم مقر اللقاء.

وأكد وزير خارجية سلطنة عُمان بدر البوسعيدي، أن المحادثات التي جرت بين وفدي الولايات المتحدة وإيران كانت ذات طابع ودي، وساعدت على تقريب وجهات النظر، وأن سلطنة عمان ستبذل جهدها لإنجاح المحادثات بين البلدين من أجل السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.

ووفقاً لبيان سابق للخارجية الإيرانية: "قدمنا فرصة حقيقية للدبلوماسية لحلِّ الملف النووي ورفع العقوبات عن بلادنا، ونقلنا وجهات نظرنا إلى وزير خارجية عمان لنقلها للجانب الأميركي".

وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، صرّح قبل المفاوضات، أن "هدف المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية، هو التوصل إلى اتفاق مُشرّف وعادل من موقع متكافئ"، وقال إن "المفاوضات ستكون غير مباشرة وتشمل الملف النووي فقط وأغلب المواضيع الأساسية والجوهرية ستتضح خلالها"، مضيفاً: "إذا كانت هناك جدية لدى الجانبين، فسنتخذ القرار بشأن الجدول الزمني للمفاوضات".

من جهتها، حدّدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، أنّ المفاوضات المطلوبة بالنسبة لإيران "تعني حواراً دقيقاً بلا ضجيج". وشدّدت على أنّ كل رسالة يجب أن تكون أولاً "مكتوبة وواضحة؛ دون استعراض، دون هامش"، موضحةً أنّ "هذا الأسلوب يوقف محاولات خلق روايات غير موثقة من قبل معارضي التفاوض".

عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني إسماعيل كوثري، أكد من جانبه، أن طهران لن توقف تخصيب اليورانيوم إلا بعد رفع جميع العقوبات الأميركية والأوروبية بشكل عملي. وأضاف أن إيران ستواصل برنامجها النووي بقوة وستتحرك وفقاً لحاجاتها الوطنية حال فشل المفاوضات مع واشنطن.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، صرح قبيل انطلاق المفاوضات في مسقط، بأنه يتمنى أن تكون إيران "دولة سعيدة وعظيمة ورائعة" ولكن بدون أسلحة نووية، وعلّق ترامب على المحادثات النووية مع طهران أمس السبت، مؤكداً أن الولايات المتحدة تسعى للوصول إلى نتائج إيجابية منها.

بدوره، قال المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إن "المطلب الأول لإدارة الرئيس دونالد ترامب، في المفاوضات سيكون أن تنهي طهران برنامجها النووي"، مشيراً إلى أن التوصل إلى اتفاق قد يتطلب "تنازلات".

وأضاف ويتكوف، أن "الاجتماع الأول مع الوفد الإيراني، سيركز على بناء الثقة وأن التركيز سيكون على سبب أهمية توصل الولايات المتحدة وإيران إلى اتفاق وليس على شروطه الدقيقة".