بغداد: الصباح الرياضي
تترقب الأوساط الرياضية العراقية باهتمام بالغ اجتماع الهيئة العامة لاتحاد كرة القدم، المقرر انعقاده يوم السبت المقبل، وسط جملة من التحديات القانونية والتنظيمية، التي قد تهدد شرعية التجمع نفسه ونتائجه، إذ يواجه المكتب التنفيذي الحالي أزمة قانونية تتعلق بتعارض هيكل المسابقات في الموسم الكروي الحالي مع نصوص النظام الأساسي، وتحديداً المادة (26) التي تنظم تركيبة الجمعية العامة، وبات لزاماً عليه حلها قبل نهاية الموسم الكروي في تموز المقبل وتكمن الخطورة في أنَّ تجاهل هذه اللوائح قد يؤدي إلى بطلان أي اجتماع، بما في ذلك المؤتمر الانتخابي المقبل، بسبب اختلاف توصيف المسابقات في حال الطعن بشرعيته، خاصة أمام مركز التسوية والتحكيم الرياضي.
مشكلات أخرى
لم تتوقف التحديات عند هذا الحد، بل زادت حدتها في عدم إقرار التقرير المالي للعام الماضي، ما يعمّق أزمة الشرعية والمساءلة الإدارية، في المقابل، تبقى الجماهير منشغلة بمصير مدرب المنتخب الوطني الجديد الذي سيقود أسودنا في مواجهتي كوريا الجنوبية والأردن، بينما تمر الكرة العراقية بإحدى أكثر محطاتها صعوبة بسبب ما يُوصف بـ»الفوضى الإدارية» و»السكوت عن الخروقات».
الإشكال القانوني الأول: استبدال
تسمية الدوري
المادة (26) من النظام الأساسي تنص على أنَّ الجمعية العامة تتكوّن من أندية الدوري الممتاز، غير أنَّ الموسم الحالي شهد استبدال «الدوري الممتاز» بـ»دوري النجوم» من دون موافقة الهيئة العامة، أو تعديل النظام الأساسي، ما يُعد مخالفة قانونية، لأنَّ التسمية الجديدة غير منصوص عليها في النظام، وبالتالي لا يجوز اعتمادها كأساس لتشكيل الجمعية العامة.
الإشكال القانوني الثاني: تغيير نظام
دوري الدرجة الأولى
بالعودة إلى الفقرة (26) فإنَّ الدرجة الأولى تتكون من أول أربعة أندية من كل مجموعة من المجموعات الخمس لدوري الدرجة الأولى وهنا تبرز المخالفة في هيكل دوري الدرجة الأولى، فبدلاً من تنظيمه وفق خمس مجموعات كما ينص النظام، نُظّم هذا الموسم بصيغة المجموعة الواحدة، ما يُعد خرقاً واضحاً ومباشراً لتلك المادة، وبالتالي، فإنَّ الدعوة لاجتماع الجمعية العامة استناداً لهذا التشكيل الجديد يجعل الاجتماع غير قانوني.
الحل الأول: وحدة الصف وتعديل النظام
الحلّ الأكثر منطقية يكمن في التفاعل مع مبادرة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، من خلال توحيد صفوف الهيئة العامة، وعقد اجتماع السبت المقبل بنية تعديل المادة (26) من النظام الأساسي، قبل نهاية الموسم في تموز (2025)، بما ينسجم مع الشكل الجديد للمسابقات (دوري النجوم، ودوري الدرجة الأولى بصيغته الحالية)، كما يمكن تجاوز الإشكال بدعوة الأعضاء وفق تشكيلة الموسم الماضي (2023 – 2024)، التي تتوافق مع النظام الأساسي الحالي، لضمان قانونية الاجتماع والمؤتمر الانتخابي في أيلول المقبل .
الحل الثاني: اجتماع استثنائي لطرح الثقة
في حال تعثّر اجتماع السبت أو تغيب الأعضاء، يمكن اللجوء إلى اجتماع استثنائي تُطرح فيه ثقة عن المكتب التنفيذي وأمينه العام، وتشكيل هيئة مؤقتة تتولى تعديل النظام الأساسي وإرساله إلى الاتحاد الدولي (فيفا) لاعتماده بعد موافقة عمومية الكرة، إلا أنَّ هذا الخيار يحمل تبعات أخرى، أبرزها: تعثر عملية تعيين مدرب المنتخب الوطني، وتعطيل أعمال اللجان المختصة، واحتمالية تلكؤ استعدادات المنتخبات الوطنية للاستحقاقات المقبلة.
لغة العقل والمسؤولية الوطنية
في ظل هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها الكرة العراقية، فإنَّ المسؤولية الوطنية والأخلاقية تقتضي من أعضاء الهيئة العامة والمكتب التنفيذي الحالي تغليب لغة العقل والحوار البنّاء، والابتعاد عن المصالح الضيقة والتجاذبات الشخصية، من أجل حماية شرعية المؤسسة الكروية وضمان استقرارها القانوني والتنظيمي، كما أنَّ توحيد الصفوف واتخاذ قرارات جريئة ومسؤولة خلال الاجتماع المقبل، يمثل الفرصة الأخيرة لتصحيح المسار، وتفادي الدخول في نفق قانوني معقّد قد يهدد مستقبل اللعبة ومؤسساتها المنتخبة، ويعطل الاستحقاقات الرياضية المنتظرة على المستويين القاري والدولي.