القاهرة: رشا محمد
مع تقدمِ الزمنِ قد تندثرُ بعضُ المهنِ وتبقىَ الأخرى محتفظةً بتراثِها وهويتِها فارتداء الطربوش عادةٌ عثمانيةُ الاصلِ تدلُّ على الوجاهةِ الاجتماعيةِ والذوقِ الرفيعِ، اذ انتشر ارتداء الطربوش في مصرَ مع حكمِ محمد علي باشا في بدايةِ القرنِ التاسعَ عشرَ إلى ان اصبح ارتداؤه زياًّ وطنياً إلزامياً للموظفينَ في دواويينِ الحكومةِ وبين طلابِ المدارسِ والجامعاتِ والطبقةِ المثقفة وفي ثورةِ عامِ ألفٍ وتِسعِمائةٍ واثنين وخمسين، التي قادها الرئيسُ الراحلُ جمال عبد الناصر مثلَما ما انهتْ الالقاب الرسميةَ كالباشا والبيك والأفندي أنهتْ ارتداء الطربوش في
مصر.
لا يزال الطربوش يحتل مكانة مهمة لدى الشارع المصري، وكذلك لدى الزائرين والسائحين من مختلف الجنسيات، فما تزال الورش تصنع الطربوش وتهتم بتصديره للدول العربية مثل سوريا والعراق ولبنان ويتم بيعه كقطعة تراثية تعبر عن اعتزاز المصريين.
الاسطا ناصر الطرابيشى صاحب اقدم ورشة لصناعة الطرابيش في حي الازهر يعود تاريخه ورشته لنحو 100عام تحدث عن تلك المهنه التي توارثها من ابيه وجده قائلا:” ارتداء الطربوش يدل على شياكة زمان والقيافة ومن يرتدي الطربوش هم الطبقة المثقفة والمتعلمة من طلاب مدارس الى طلاب الجامعات والافندي اللذي يطلق على الفئة المتعلمة وكذلك البشوات ورموز الدولة المصرية من مفكرين ومبدعبن وسياسين وأغلى طربوش كان سعره 50 قرشًا في فترة الملك فاروق، وكان الطربوش رمزا يعطي هيبة لمن يرتديه وعندما جاءت ثورة 1952 الغت ارتداءه لجميع المواطنين لكن لم يندثر الطربوش ظل رمزا للقيافة ووقارا لمن يرتديه”.
واضاف ناصر: واليوم اقتصرت ورشتنا على صناعة العمامات وهي نوع من أنواع الطرابيش لكن يكون حجمها مختلفا عن طربوش ويرتديها طلاب الأزهر والمشايخ، فأصبح الطربوش يصنع لطلاب الأزهر والدارسين في كلية الفقه واصول
الدين.
وعن انواع الطرابيش بين ناصر هناك الملكي، العادي وطربوش رجال الدين، الذي كان يرتديه عامة المواطنين لكل وجه، وهناك طربوش مخصص للوجه الدائري الممتلئ، ويصنع للوجه النحيف والطويل فكان الزبون ياتي للورشة والمحل ويبحث عن مايناسبه اما اليوم فرجال الدين فقط من يكثرون شراء الطربوش المخصص لهم بالاضافة الى السائحين العرب
والاجانب.
وأوضح ناصر أن أساس صناعه الطربوش هي مادة الخوص الذي تقطع على شكل دائري وتغلف بالقماش الاحمر وتلصق وتخيط جيدا، وبعدها يتم صبه في قوالب دائرية من الحديد تسخن على درجة حرارة معينه ويتم الكبس والضغط على الطربوش ليأخذ شكله النهائي، ويتم تصديرها للدول العربية وقد ساهمت المسلسلات المصرية في رواج الطربوش بين الناس كتراثٍ ثقافيٍ واجتماعي وأصبح من يقتنيه محبو الزمن
الجميل.