باكو: يارا محمود
في عرض للازياء، مستوحي من القصة الخالدة “ قيس وليلى “ أحد أبرز روائع الأدب الأذربيجاني والعربي، قدمت المصممة الأذربيجانية متانة بيراموفا مجموعتها كلوحة فنية تمثل الحب والتراث عبر 24 تصميماً، مزجت فيها بين الأقمشة التقليدية والتطريز البديع، لتقدم رؤية جديدة تنتهي بنهاية سعيدة للحبيبين، مخالفة الرواية التراجيدية الأصلية.
اعتمدت متانة في مجموعتها على الأقمشة التراثية الغنية بألوانها الدافئة وأنماطها الزخرفية، مع إدخال لمسات عصرية تلائم ذوق العصر، برز التطريز اليدوي كعنصر أساسي في التصاميم، حيث زينت الثياب برسومات تبرز مشاهد من القصة، كالصحارى الواسعة، والنجوم التي كانت شاهدة على حب ليلى وقيس.
جسدت التصاميم مراحل القصة المختلفة، بدءاً من اللقاء الأول، مروراً بالمعاناة، ووصولاً إلى اللقاء الأخير حيث يبقى الحبيبان معاً في نهاية مرضية تمنح الأمل. ظهرت الأزياء النسائية بأناقة طويلة ومزينة بتفاصيل دقيقة، بينما تميزت أزياء الرجال بعباءات فضفاضة وأحزمة مطرزة، في إشارة إلى البيئة الصحراوية للقصة
قالت متانة في حديثها:”أردت إعادة الحياة إلى هذه القصة بطريقة تتناسب مع روح العصر، مع الحفاظ على الجوهر العاطفي والجمالي الذي يميزها، القصة تحظى بمكانة خاصة في التراث الأذربيجاني، حيث كتبها الشاعر الكبير نظامي الكنجوي في القرن الثاني عشر، وأصبحت جزءاً من الهوية الثقافية”.
لقي العرض إعجاباً واسعاً، خصوصاً مع إضافة اللمسة التفاؤلية في النهاية، التي رأى الكثيرون أنها تكريم للعشاق في كل مكان. كما أشاد النقاد بالمزيج المبتكر بين الحداثة والتراث، معتبرين أن المجموعة تقدم رسالة مفادها أن الحب دائماً يستحق النهاية السعيدة
لطيفة ممادوفا، إحدى الحاضرات، أشارت إلى أن هذه التصاميم نقلتني إلى عالم ليلى وقيس، كأنني أعيش القصة من جديد، ولكن بنهاية تمنحنا الأمل في الحب،حيث أعادت متانة بيراموفا كتابة النهاية التراجيدية بنهاية سعيدة، في رسالة مليئة بتحقيق
الطموحات.