علي حنون
رغم أنَّ رياح المُعاناة ضربت شواطئه غير مرة وأعاصير المشكلات الإدارية والفنية العاتية لم تترك له مجذافاً إلّا وعصفت به، إلا أنه بقي ذلك الصرح الذي لا يُمكن أن تَحُول (عاتيات) الآخرين المُبغضين، دون عودته ولا يُمكن أن تُبعده صَرصَر الريح كثيراً عن شاطئ مرفئه، هو الميناء هو العريق هو العتيد، الذي تُيّمت أفئدة المُحبين بتاريخه، بماضيه وحاضره، ويقيناً لن ينجو مُستقبله من ولع العشاق، هكذا هي الصورة (النمطية) المُحببة، التي يُريدها من يتابع الميناء ومن ليس له علاقة وطيدة بكرة القدم للصرح الرياضي البصري، طالما أنه يمثل رمزاً كرويّاً من جنوب العراق.
ولأنه، وكما أسلفنا الإشارة، غاية المُريدين من مُحبي (السفانة) فقد بقيت الحناجر تصدح باسمه مُؤازرة، داعمة تنتظر منه كل جديد مفرح، ولأنَّ الجميع يَعي أنَّ لكل جواد أصيل كبوة، فقد ظلت نار اليقين بعودته إلى جادة التوفيق، مُستعرة تحت رماد الانتظار، وها هي الفرس الأصيل تصهل جودة، وعادت هذه المرة الوجوه الشبابية لقول كلمتها من خلال جهد مُضن وبذل سديد ونهج قويم رسم لوحته الربان الجديد القديم السوري حسام السيد، الذي يقف وتشكيلته بانتظار الدعم الأفضل من الهيئة الإدارية الجديدة.
بدأنا نتلمس في المحطات الأخيرة صورة جميلة من الأداء الحميد، المُؤطر بالرغبة في تحقيق النتائج الإيجابية، ومع (تلابيب) تصحيح المسار فقد أصبح الجميع على يقين بأنَّ (السفانة) استوعبوا درس الأمس، الذي حمل لهم فواصل حزينة، نقر أنَّ بينها تعثرات كان الجهاز الفني السابق سبباً فيها نظير فلسفة فنية لم تُثبت نجاحها، وبدؤوا بالتصحيح اليوم بفضل الرؤية الإيجابية للجهاز الفني الجديد بقيادة المدرب السوري حسام السيد، وهم وإن غابت شمس الإنجاز عن سمائهم هذا الموسم، إلا أنَّ البقاء في المناطق الدافئة والتأهب بعدها لرحلة ناجحة في الموسم المقبل هي الغاية، التي ينشدها (سفانة) العراق، وهي الربيع، الذي تنتظره جماهير الفريق الأزرق. ولعلّ هذه الأمنيات، التي تقترب بتفاصيلها من حدود الواقع المُستقبلي للفريق البصري، هي في أجزاء عدّة منها مرهونة بالاستقرار الفني، لذلك نجد أنفسنا- من إطلالة الباحة المهنية- مُلزمين بالجهر بما نعتقد أنه يصب في رافد المصلحة العامة للفريق، وهو ضرورة التجديد مُبكراً للجهاز الفني ليبدأ فور لفظ نسخة الموسم الحالي أنفاسها، بإعداد الميناء لمُواجهات النسخة الثالثة من دوري نجوم العراق، ولعلنا جميعاً نقف على يقين بأنَّ الميناء قادر على انتشال نفسه من واقع لا يُحسد عليه والظهور بمستوى أفضل بكثير ولا سيما أنَّ الفريق أخذ- معنويّاً- بتعبيد طريق التفوق وبلا ريب سيكون أكثر جاهزية من الناحية الفنية، في الموسم المقبل طالما أنَّ إدارة النادي أصبحت على يقين بأنَّ الاستقرار الفني هو الخطوة الأهم لبناء قائمة جيدة مُؤهلة لإعادة (السفانة) إلى طريق الفلاح.