ريسان الخزعلي
نوارس ، مجموعة الشاعر سامي عبد المنعم، تحتمل الكثير من الإنصات، الكثير من الإحالة الى الصوت الآخر، والكثير من القول عنها
وفيها.
الشاعر ، صوت سبعيني ، نشر بعض اشعاره في تلك السنوات مبشّراً بقدومه ِ ضمن تدافع شعري كبير ، إلّا أنه غاب عن الاستمرار بيننا بسبب المنفى الاضطراري ، ولم نعد نسمع أو نقرأ ما يقول الّا ما ندر ؛ كما أنه بعيد عن السعي وراء الضوء مكتفياً ببوحه السرّي عن الوطن والغربة والصبابات :
من الذات والى الذات ، هذه الذات التي تتسع وتتمرأى مع الذوات المشابهة في اكثر من توصيف : الانتماء الفكري ، البطولة والشهادة ، حُب الوطن ، تجربة المرأة ، الحسيّات ، المراثي ...الخ ، من اجل تكوين صوته
الشعري
في / نوارس / يأتي الشعر واضحاً ، مدفوعاً بتجربة ، وصياغات جمالية متناوبة ، تُشير له وللآخر ، والآخر هنا ، هو صاحب التجربة التي يُقيم معه اكثر من صلة ابداعية وحياتية من دون مواربة .
والقصائد في المجموعة بشكليها ، العمودي والحديث ، تتمتع بمزايا الشعر في مستويات : اللغة ، البناء ، الصورة . الا أن الشاعر في الشكل الحديث يكون اكثر انفتاحاً باتجاه مديات تمنح القصيدة الكثير من الثراء اللغوي
والتصويري :
ليل ..
والدنيه مطر ..،
واتنث عله الشباج ريحة غربه تآكل بالعمر
وات َ وحدك ..،
تنتظر نكَرة باب التفزز صفنتك
كَاعد الوحدك إو كاس ايجيب كاس إو ليل يعبر ليل ...
نوارس ، مجموعة الشاعر الأولى حققت حضورها، وقد جاءت في وقتٍ ، ذهب فيه الشعر الشعبي في السنوات الاخيرة الى تراجع وسذاجة غير معهودين ، ورغم مايحصل ، فقد وقف في الضفة الثانية شعراء يواجهون الانحدار والنبرة الخطابية ، بما هو فني / جمالي ..، بما هو انقى
وأبقى :
بيّه شي مثل الحزن..،
ساكن ابروحي
مدري حسره ، مدري مطره ، مدري سولة حُب قديم ...
نوارس ، أرتنا تحليقها ، وأسمعتنا اصواتها ، بإطمئنان .
وهكذا وجدت مكانها في سماء الشعر وأرضه لتخطف الرؤية والانصات .
مااجمل الشعر حين يُشاغل الحواس مجتمعة...!