كيف إتَفَقَتْ هذه الغيوم بالاصطفافِ والتراصْ
كجندرمة ترقص على معزوفات ليلية .،
ولَم توفر منفذاً لتسلل آهات الشمس في صحوتها ؟ .
وأنا أيضاً عجزت أن أجدَ كوة لأُلاعب الدفء في حديقة داري .
كما يلاعب
الملوك حيواناتهم الأليفة ،
والامراء اتباعهم الشرسين ،
والفقراء أيامهم الخشنة .
***
كل ما جاءَ على لسانِ اللحظة
ان الغيومَ ترغبُ بالإطاحةِ بأخلاقِ السنواتِ العجافْ
وتعيد للأرض ميوعتها ،
وللشجر أناقته
وللثمر تمرده .
المساءاتُ في هرولتها المرتبكة شقت جيب الظلام
لتأمن
عواء المطر
ونباح الذئاب ،
الذئاب التي غادرت الغابة
لتتخذ الماء سريرا .
***
لا تتهموا الغيوم بفيوضات الماء الساخن
ولا بالهواء المشبع برائحة الأسماك النافقة
ولا بفشل حدائقكم في اقناع الورد بالتعري امام الشمس .
الغيوم تسير مع السابلة
تستنشق بقعهم الداكنة
تقرأ ما تكتبه الأقدام
فتلصق سرتها
بجسد الارض .