الخطوبة.. اختبار الشراكة الزوجيَّة

اسرة ومجتمع 2019/07/27
...

وجدان عبدالعزيز
لا شك أنَّ العلاقة الزوجيّة، علاقة متواصلة دائمة، وليست أمراً حادثاً للحظة، لأنها ستكون تغييراً جذرياً في ما نحن عليه وبداية جديدة، تحمل في ثناياها تجارب لم نخضها سابقاً من السعادة والحزن والشعور بالمسؤوليّة، وبناء للأسرة وعادةً ما يعدُّ الزّواج منبّئاً لهذا المستقبل، بما يشمل من خطبة وعقد قران وحفلة عرس، ومقالنا هذا يركز على الخطبة، كونها فترة تكون بين طلب زواج الرّجُل من المرأة وبين الزّواج، يتضمّنها وعد يصدر من الرّجل للمرأة بزواجٍ قريب، مع وجود نيّة صادقة ورغبة حقيقيّة بالزّواج٬ ويتعارف الرّجُل والمرأة في فترة الخطبة، ويحاول كُلٌّ منهُما فهم الطّرف الآخر، وتمييز طباعه، ومعرفة إذا كان كلّ منهما مُناسباً للآخر، وبطبيعة الحال تختلف فترة الخطوبة من شخصٍ إلى آخر، حسب ما يستدعيه قرار المخطوبين وظروفهما، وعاداتهما المُتّبعة في المكان الذي يعيشانِ فيه، وقد يتوقف نجاح فترة الخطوبة من خلال الاستعداد للتضحية، كي يتم إنجاح هذه العلاقة، إذ يجب التضحية بالرغبات والاهتمامات من أجل الطرف الآخر.
كما يجب أنْ يكون الشخص أكثر تسامحاً مع شريكه، إذ يجعل ذلك الحياة اليومية أكثر متعة، وبالتالي نجاح فترة الخطوبة وإنضاج الحالة النفسية لتقبل الآخر، والعامل الآخر المسبب لنجاحها، هو دعم الشريك أمام الآخرين، إذ يمرّ الإنسان عادةً بأوقات يشعر أنّ العالم كلّه ضدّه، لذلك من المهم وجود شخص في حياته يُقدم له الدعم في هذه الأوقات، بحيث يُشعره بالأمان ويكون سنداً له، كما من المهم ألّا يقوم الشريك بانتقاد شريكه أمام الناس، وأنْ يتجنب إهانته، أو السخرية منه، بل يُحاول قول أشياء لطيفة عنه أمام الآخرين، وكذلك الاحترام المتبادل، فلا بدَّ أنْ تتوافر الأخلاق لإنجاح أيّ علاقة بين شخصين خاصةً في فترة الخطوبة، حتّى لو كانت العلاقة بينهما تمتد لأكثر من عشرين عاماً، لذلك على الشخص معاملة الطرف الآخر بكلّ احترام كما يُعامل ضيفه الزائر، وذلك بأنْ تكون المحادثة بينهما بشكل مهذب مع استخدام كلمات مثل “شكراً ومن فضلك”، فذلك يُساعد للحفاظ على الاحترام المتبادل بينهما، وإنجاح العلاقة لأطول فترة ممكنة.. إذاً الاستمتاع بفترة الخطوبة، كونها فترة الخطوبة، فترةً خاصةً ومميزةً جداً، لذلك على الشريكين الاستفادة قدر المستطاع من هذه الفترة والاستمتاع بها، والعمل على ترسيخ العلاقة وتوطيدها مع الشريك، وذلك بدلاً من قضائها في ضغط كبير ناتج عن تجهيزات حفلة الزفاف، والابتعاد عن التوتر، وإضاعة هذا الوقت في انتظار موعد الزفاف، بل يجب الاستعداد لبدء فصل جديد من الحياة، ومحاولة إسعاد كل منهما، وذلك بالقيام بفعل كلّ ما يحبه الشريك، على أنْ يكون ذلك نابعاً من القلب، بحيث يستمتع كلّ منهما في ما يُقدمه لشريكه من دون استياء أو انزعاج، وتنطبق هذه القاعدة على عدّة مجالات، فمثلاً إذا كان الشخص رياضياً أو مهتماً بالصحة، أوغيرها، فإنّ شريكه يُمكنه أنْ يُشاركه ما يُحبه، وبهذا المسار الصحيح لبناء علاقة الشراكة الزوجية، نُقدر أنْ تكون هذه العلاقة الزوجية ناجحة ومقدراً لها الاستمرار، باعتبار الشريكين فهما بعضهما الفهم 
الصحيح..