إلى مركز المدينة

آراء 2019/07/29
...

د. حسين القاصد 
في كل بلدان العالم ، تعتمد الدول ـ الى حد ما ـ  على تفتيش الدولة القادم منها المسافر ؛ بل حتى في العراق ، يكون تفتيش القادم الى العراق ليس معقدا مثل تفتيش الخارج منه ، فلا خلع للحزام ، ولا يشترط ان يتحفى المسافر ، مثلما يحدث حين يدخل المسافر المطار بنية المغادرة ؛ وهذا يعني ان الشخص القادم مأمونة تفاصيله ، وفق تفتيشه في
المطارين. 
حين تخرج من المطار ، لا سيما في البلدان العربية المضطربة بعض الشيء ، تواجهك مراحل تفتيشية الى أن تصل مركز المدينة ؛ وعندها يكون قد استقر بك الأمر ولا خوف منك ، ولا عليك ؛ الا في حالة مخالفتك
 للقوانين . 
  في العراق وفي العاصمة الحبيبة بغداد ، تجد اعلانات مرورية تشير الى مركز المدينة ، وتدل القادمين اليها ، وفي منافذها نقاط تفتيش ؛ وتقع في مركز المدينة أهم الدوائر التي لها تماس يومي بحياة المواطن ؛ وفيه ساحة التحرير التي تخرج منها التظاهرات
 دائما. 
تنفتح ساحة التحرير وساحة الطيران على شارعين يمثلان شريانين لانسيابية المرور في بغداد ، وهما شارع السعدون وشارع النضال ، وفي الشارعين من الدوائر الحكومية والمصارف ومحلات الصيرفة الشيء الكثير ؛ وكان في شارع السعدون دور للسينما تحولت بعضها الى خرائب ، وبعضها تغيرت بناياتها ونسينا
مكانها . 
 في مدخل الشارعين من جهتي ( التحرير ) و (الطيران) نقطتا تفتيش رئيسيتان ؛ لكن ما بين الشارعين ما يجلب القلق ، حيث منطقة ذات بناء عمودي ، تشبه الى حد ما ، حارات نجيب محفوظ ، حيث تداخل كل الاشياء ببعضها البعض ، وهذه المنطقة فيها مراكز للشرطة وفيها مفارز تفتيش متنقلة ، لكنها تضم من بين سكنتها ، بعضا ممن يتسبب بقلق امني واجتماعي ؛ منطقة يحدث فيها بعض الانفلات بسبب تهور بعض مرتادي هذه المنطقة ، واعني
 (البتاوين) . 
يخرج المخمور من هذه المنطقة ، فيرتكب جريمته ، وهناك سيارات (تكسي) تنتظر بعض المخمورين لكي تصطاد ضحية اخر الليل ؛ وبين هؤلاء واخرين يسوقون الدراجات النارية ، يحدث بين الحين والاخر ما يؤذي حياة الناس ؛ لاسيما ان شارع النضال تقع فيه اهم وزارتين مسؤولتين عن بناء المجتمع العراقي، وهما وزارتا التربية والتعليم العالي؛ وامام الوزارتين كل عام يتجمهر الطلبة اما للاعتراض على نتائج القبول او للمطالبة ببعض الحقوق؛ حتى حدث ماحدث من اعتداء على حملة الشهادات العليا مؤخرا؛ بسبب انفتاح تلك المنطقة وكل ما يرشح عنها، على الشارع وحياة الناس العامة ؛ أليس من واجب السلطات منع الدراجات في مركز المدينة؟ ومتى نعود لمنع المخمورين من قيادة السيارات اسوة بكل دول
 العالم ؟ .