إيلاف منعم: تغلبتُ على العوق بالعملِ ضمنَ فريقٍ تطوعي

اسرة ومجتمع 2019/08/02
...

كركوك/ نهضة علي
لم تهتم الشابة إيلاف منعم محمد لعوقها والعكاز الملازم لها واستطاعت السير نحو طموحها، إذ لم تدع لليأس مكاناً في قلبها المتطلع الى أفضل الخطوات بتحقيق أحلامها وإثبات وجودها كامرأة لها بصمتها في مجتمعٍ كثيرِ العقبات، قالت لـ”الصباح”: إنها “أصيبت بمرض أدى الى عوقها في الشهر السادس من عمرها ونسبته تبلغُ 60 بالمئة في إحدى ساقيها وبالرغم من بذل الجهود والسعي في سبيل المعالجة بقيت تلك الإصابة ألماً يرافقها..، إلا أنها تمكنت بمرور السنوات وبصلابة إرادتها أنْ تحوله الى سبب فرح لها تشارك به زملاءها في المحيط”.
أكدت أنها “ثابرت لتكمل دراستها الجامعيَّة في الكلية التقنيَّة وتتخصص بالهندسة وهوي إحدى أمنياتها منذ صغرها بالرغم من المنع الذي واجهته أول الأمر من قبل اللجنة المشرفة لعدم ملاءمة حالتها الصحيَّة للدراسة في الاختصاص المذكور ولكنها أبت إلا أنْ تدرس وتكون من المتفوقين بإصرار عالٍ وتنال إعجاب أساتذتها وزملائها”.
 
مساعدة الأسر النازحة
لم تستطع الحصول على فرصة عمل أو تعيين في إحدى الدوائر لكنَّ حبها للعمل والمواصلة مع المجتمع جعلها تختارعملاً يحمل رسالة متوجة بروح التعاون والتفاني من أجل خدمة الناس.
ولهذا فقد اشتركت مع مجموعة من زملائها وزميلاتها من الشباب بفريق عمل تطوعي ضمن منظمة الهجرة الدولية، لتؤدي أي نشاط يوكل إليها من قبل رئيس الفريق وهي مسرورة كونها متطوعة للعمل وفخورة بما تقوم به.
أشارت إيلاف الى أنها “شاركت في نشاطات عدة ضمن فريقها، منها مساعدة الأسر النازحة بتقديم الاحتياجات الإنسانيَّة لهم وأعمال إنشاء ضمن مشاريع صغيرة نفذتها منظمتها ولن تتوقف عن المشاركة في أي عمل مهما كان نوعه للتغلب 
على صفة العوق الذي رافقها”.
 
خدمة المجتمع
لم تُحب يوماً أنْ تكون حبيسة البيت ويعطف عليها الجميع كونها لا تستطيع المشي مثل الآخرين وإنَّ عكازة الإسناد ترافقها.
تعملُ حالياً في روضة احتياجات خاصة ضمن منظمة الهجرة وتشعرُ بالمتعة بمهنتها تلك لأنها تجدُ فيها شيئاً من تحقيق هدفها بالرغم من أنه بعيدٌ عن تخصصها الذي درسته، ومع ذلك ما زالت تطمح أنْ تمارسَ اختصاصها أملاً في فرصة تتوفر لها مستقبلاً، وفي الوقت ذاته هي مستعدة للبقاء متطوعة ضمن فريق عمل من أجل خدمة المجتمع كأي شخص يمتلك الأطراف والقوى
البدنيَّة.