عيد الأضحى .. طقوس وذكريات

اسرة ومجتمع 2019/08/06
...

بيروت/ غفران المشهداني
تستقبل المرأة العربية المغتربة في لبنان عيد الأضحى المبارك بالدفء العائلي وصلة الأرحام، كما تقوم بعدد من التحضيرات المنزليَّة الخاصة بالمناسبة من شراء الحلويات والمكسرات استعداداً لزيارة الأقارب، فتقدم الزبيب واللوز والفستق والحلويات والكعك، وتجهز البخور والعطور. إلى جانب شراء الثياب الجديدة للأطفال، إضافة إلى مسؤولية رب الأسرة الذي يتكفلُ بشراء الأضحية من أجل نحرها، بعد عودته من صلاة العيد وتوزيعها بين الأسر الفقيرة.
 
ذكريات وطن
تقول المغتربة العراقية لوزينا الجاف من منطقة “الجناح” وهي متزوجة من مواطن لبناني وأم لأربعة أطفال: “أفتقد وطني كثيراً خصوصاً في الأعياد حيث الطقوس في بلدي الأم مختلفة بنكهتها كثيراً عن بلاد الغربة، ولكنني أحاول قدر الإمكان أنْ أعيش بهجة العيد رغم البعد عن الأهل والأحباب حيث في ليلة العيد أقوم بصنع المعجنات الخاصة بالعيد والمعروفة عندنا في العراق بـ(الكليجة) وأصبح زوجي مصطفى وأطفالي يحبونها كثيراً خصوصاً تلك التي تكون محشوة بالجوز، كذلك أكون في صباح العيد قد انتهيت من ترتيب وتنظيف المنزل بشكل مميّز، كما أقوم بطبخ أكلتي “البرياني والدولمة” في أول أيام العيد لوجبة الغداء وهذه الأكلات التي اعتدت أكلها في العيد من يد أمي الحبيبة وأصبحت المفضلة لأسرتي ولصديقاتي العراقيات اللواتي يقمن بزيارتي بأول أيام العيد”.
وتكمل الجاف “في صباح العيد رغم أنني أكون سعيدة بهذا اليوم المبارك وأنتظر قدوم زوجي من الجامع بعد أدائه صلاة العيد لكنَّ الصباح الأول يذكرني بطقوسي في بغداد حيث كنت مع أمي واخوتي نذهب بأول أيام العيد لزيارة قبر أبي وجدتي وعمّاتي رحمهم الله ونقرأ سورة الفاتحة على أرواحهم ونشعل البخور والشمع هناك، ومن ثم نقوم بزيارة الأقارب في الأيام التالية ولكنْ للأسف أنا بعيدة عن أحبابي وأشتاق كثيراً لأهلي ولموتانا كثيراً في هذه الأيام المباركة، أحمد الله على كل شيء وأتمنى من الله أنْ يديم السلام على عراقنا العظيم”.
 
التزيّن بالحنِّاء
بالنسبة للمغتربة الجزائريَّة سوسن عبد الستار والتي ستقضي أيام العيد هذا العام مع عائلتها في الجزائر، فإنَّ تحضيراتها للعيد لا تختلف عن بقية المواطنات الجزائريات في بلدها الأم فتشير: “أذهب برفقة نساء الحي ليلة العيد إلى الحمام النسائي ونتزين بالحنَّاء ونحضّر الملابس التقليديَّة من أجل الظهور في يوم العيد بأبهى الحلل وهذه أهم طقوس المرأة الجزائريَّة في العيد فلا يمكن أنْ نستغني عن موروثاتنا التي اعتدنا عليها من أمهاتنا وجداتنا، الى جانب تحضير كعك العيد
فهو الأبرز على مائدة الضيوف في هذه الأيام، وكما تعلمين فإنّ المرأة الجزائرية تتميّز بعشقها للتوابل الحارة، لذا قمت مسبقاً بالتسوق للتزود بجميع أنواع التوابل التي أحتاجها قبل قدوم 
العيد.
كما قمت بتجهيز لوازم الذبح للأضحية وقمت بشراء أوانٍ وسكاكين وأدوات الشي لأجل تحضير الأكلات الشعبية التي يتم تحضيرها حسب رغبة أغلب أفراد العائلة بأول أيام العيد”.
 
روحانيَّة جميلة
أما المواطنة اللبنانيَّة أوديت حنّا من منطقة “فردان” وهي سيدة من الديانة المسيحية فتؤكد: “أنتظر أعياد اخوتنا المسلمين بفارغ الصبر فهي جميلة جداً لما تحمل من محبة وسلام وصلة رحم وتوزيع الحلويات بين الأصدقاء والجيران وفي كل عام أشارك في طقوس عيد الفطر وعيد الأضحى، وهي أعياد فيها روحانية جميلة في العالم 
الإسلامي. 
يشعرني بذات الفرح والبهجة في أعيادنا كمسيحيين من عيد الشكر، عيد الميلاد وعيد الفصح جميع تعدُّ واحدة. إنه احتفال بالفرح ومناسبة مهمة أيضًا للتواصل ولو تعرفين إنَّ أطفالي كم يشعرون بفرح غامر حين يشاركون أصدقاءهم المسلمين ويطالبونني بـ(العيدية) المبلغ المالي الذي اعتاد الأب أو الأم المسلمة أنْ يمنحوه لأطفالهم بصباح 
العيد”.
أشغال مضاعفة
وأضافت حنّا: “أستعد للعيد قبل حلوله بأيام حيث هنالك أشغال مضاعفة٬ فأقوم بإعادة ترتيب المنزل وتنظيفه بالكامل٬ وشراء لوازم العيد وتحضير الحلويات المتنوعة إضافة إلى تحضير قائمة بأفراد الأصدقاء والصديقات المقربات والجارات من الأخوة المسلمين الذين سنقوم بزيارتهم يوم العيد مع زوجي وأطفالي فلا شيء أجمل من صلة الرحم وتمتين الروابط العائلية والصداقة مع الأصدقاء من مختلف الأديان والطوائف والمذاهب”.
طقوسٌ وذكريات
المرأة المصريَّة المغتربة لديها طقوسٌ في العيد خاصة، إذ تشير السيدة فردوس شوكت من منطقة “الدكوانة” بالقول: “قبل حلول عيد الأضحى بأيام قليلة ومثل كل عام أقوم بتجهيز المنزل وأغسل النوافذ وإضافة الزينة والبالونات على الشرفة المطلة على الشارع في الحي الذي أسكن فيه، كما أشتري لأولادي ملابس العيد الجديدة ليرافقوا أباهم لأداء صلاة العيد، ومن طقوسنا كمصريين بأول أيام العيد أقوم بتحضير الفتة المصرية الشهيرة لأتناولها مع أسرتي فهي طقوس جميلة اعتدنا عليها بأول أيام عيد الأضحى”.
ويشاركنا الحديث جار السيدة فردوس المغترب المصري عطية منصور عن طقوسه وذكرياتهِ في العيد فيقول: “حين كنت أعيش بلدي الأم كانت طقوسي مختلفة نوعاً ما حيث في الأسبوع الذي يسبق عيد الأضحى، أقوم بشراء الأغنام الحية والاحتفاظ بها على سطح المنزل أو في الجزء الخلفي من البيت ولكن في لبنان بحكم ان جميع المنازل هي شقق سكنية فليس لديّ مكان للاحتفاظ بالأضحية قبل العيد بل يكون نحرها بعد العودة من صلاة العيد عند الجزَّار ومن ثم أقوم بتوزيعها بين الناس المحتاجة”.