كبار السن والرعاية المفقودة!

اسرة ومجتمع 2019/08/17
...

عالية طالب
هل الرعاية الحكومية المتمثلة بمبلغ 100 الف دينار شهريا والتي تمنح بعد سلسلة مراجعات مضنية يمكن لها ان تكفي لإعالة امرأة مسنة ومريضة بشلل نصفي ودون وجود من يقوم برعايتها ؟ وهل يمكن لكبار السن الذين يعانون من امراض الشيخوخة والعجز ولا يجدون عائلة يمكن ان تهتم بهم ان يتركوا دون ان يجدوا من يرعاهم؟ في الدول المتقدمة ينال كبار السن تخفيضات في كل مرافق الحياة وراتباً مجزياً من الدولة ورعاية طبية تقوم بزيارتهم الى بيوتهم لتأمين احتياجاتهم التي ان تعذر تقديمها منزليا، يتم نقلهم الى مؤسسات مختصة توفر كل ما يحتاجونه دون الذهاب الى طوابير انتظار لتأمين مبلغ لا يكفي للاحتياجات المعاشية بحدها الادنى .!!
الدول التي ترعى مواطنيها تعرف ان هذا من صميم مسؤوليتها الانسانية والقانونية والتشريعية ، ولا يمكن لمواطن ان يعيش في العراء وهو ينتمي الى بلد مثل العراق بكل ثرواته الضخمة والتي تكفي لحفظ كرامة الانسان دون منة أو تسول أو حاجة لسؤال الاخر المعونة.
منشور قرأته قبل ايام لرجل تعرض لحادث وهو وحيد ولا يملك مالا في بلد مجاور وحين سأله الطبيب من سيدفع تكاليف علاجك ، طلب منه ان يبحث عن اي عراقي في الشارع فهو سيتكفل به دون اعتراض أو منة .. نعم ما زال ابناء العراق بخير وهم لا يتركون احدا يحتاجهم دون ان يقدموا له ما باستطاعتهم، ولكن هل هذا هو الحل؟ ان نلجأ الى اخلاق شعبنا لسد نقص قيام الدولة بواجباتها تجاه مواطنيها؟ الحالات كثيرة والقصص الانسانية اكثر من ان يسعها هذا المقال : امرأة مسنة لم يرزقها الله بالابناء وحين تعرض زوجها لبتر ساقه  وجدت نفسها مضطرة لرعايته وهي من تحتاج الى الرعاية !! أرمل  هاجر ابنه الوحيد فاضطر للسكن في مخزن المؤونة لمطعم صديق له .. واخر تعرض للشلل النصفي ولم يجد من يرعاه طوال النهار الا حين يعود ابنه عصرا من عمله في البناء !! ومطلقة طردتها زوجة اخيها فاضطرت للسكن امام  جامع تنتظر من المصلين ما يجودون به عليها!!
وقد اعلنت وزارة التخطيط  ان عدد كبار السن وصل في عام 2018 الى مليون و200 الف نسمة وهم يشكلون  نسبة 3 %” سترتفع الى 3.5 % في سنة 2020 وتصل الى
4.4 % في سنة 2030”.وبلغت نسبة المسنين من الاناث 3.3 %، فيما بلغت نسبة الذكور المسنين 2.9 %”.
ونسبتهم في المناطق الحضرية أعلى نسبياً من المناطق الريفية وبلغت 3.3 % مقابل 2.5 % في الريف” و 73 % متزوجون، و 23.5 % منفصلون”. ولا ننسى ونحن نتحدث عن كبار السن وامراض الشيخوخة، ان هناك من هم يعانون من العوق سواء الولادي او نتيجة الحروب والواقع الامني، وتشير النسب الى ان 6.6 % من كبار السن ممن تبلغ اعمارهم 65 سنة  فما فوق هم من ذوي الاعاقة من مجموع المعاقين في العراق، 16.4 % منهم لايستطيعون اداء اعمالهم كليا و26 % يعانون صعوبة كبيرة في اداء اعمالهم.
واقع انساني مؤلم والتحرك الحكومي السريع هو الرد الانساني المنتظر.