كتاب بجزأين للباحث د. جواد بشارة

ثقافة 2019/08/17
...

بغداد / الصباح
صدر للباحث العراقي المقيم في باريس د. جواد بشارة مطلع العام  2019عن دار المناهج في الأردن عمان ، كتاب بجزئين تحت عنوان « كون مرئي وأكوان خفية  ــ  نظرات في أطروحة الأكوان المتعددة» وهو عبارة عن رحلة شيقة وممتعة بين الأكوان  ومحاولة لفهم أسرار كوننا المرئي الذي لايشكل أكثر من جسيم  أولي بسيط في هيكيلية الكون المطلق الحي ومع ذلك لا يزال غامضاً ومغلقاً أمام أعين البشر خاصة في جوانب  تتناول لغز الأصل والبداية والمصير والنهاية المطروح منذ الثورة الكوبرنيكية إلى يوم الناس هذا، إلى جانب وجود مقاربات تتعلق بالألغاز الكونية الأخرى  كمسألة خلق الكون  وهل هو مخلوق أم أزلي،  ولو كانت له بداية فهل  نشأ بفعل ولادة ذاتية  عفوية أم نتيجة عملية تصميم مسبق على يد إله متسامي، يعتبره البعض العقل الواعي  المتعالي الذي يتحكم بكل شيء في الكون؟ ولقد تطرق الكاتب  إلى مختلف النظريات الكوزمولوجية المتداولة حالياً سواء التقليدية منها أم المتمردة وغير النموذجية ومن بينها نظرية الكون البلازمي  ونظرية الكون الثابت  أو كون الحالة المستقرة ونظرية الأكوان التوائم ونظرية الميتا كون  والكون النيوترينوي ونظرية الكون الهولوغرام الخ ...  ولقد تناول المؤلف بإسهاب  حالة الانتقال من الفيزياء الكلاسيكية إلى الفيزياء الثورية وتساءل هل العالم الذي نعيش فيه هو حقيقي أم افتراضي؟ وماهي الجذور الفيزيائية لفرضية التعدد الكوني الميتافيزيائية؟ والعلاقة بين الرؤية العلمية للكون والرؤية الميثولوجية والثيولوجية للكون ومحاولة الفرز بين الكون النسبي والوجود المطلق من خلال معالجة معضلة الزمن والمكان أو الفضاء والزمكان كما قدمه آينشتاين في نظريته النسبية العامة  بينما عاملته فيزياء الكموم باعتباره تركيبة أو كينونة رياضياتية ، بعبارة أخرى عرض حالة الصراع بين اللامتناهي في الصغر واللامتناهي في الكبر بين دعامتي الفيزياء المعاصرة ألا وهما النسبية العامة وميكانيك الكموم. وهل الفضاء الخارجي محدود أم لامتناهي وكيف يدرك البشر سيرورة الكون المرئي وهل بإمكانهم استيعاب أطروحة الأكوان المتوازية ونظرية العوالم المتعددة؟ ماذا يوجد وراء أفقنا الكوني وأين تختفي 95% من مكونات الكون المرئي لأننا لانعرف سوى 5% من الكون الذي نعيش فيه؟ يأخذنا الباحث في رحلة داخل الكون المرئي من الفرادة الكونية اللامتناهية في الصغر إلى الكون الماكروسكوبي  المرئي باعتباره جسيما أوليا صغيرا ضمن نطاق الكون المطلق لمواجهة اللانهاية في ما وراء الأفق الكوني في الكون المرئي. وسعي العلماء للعثور على النظرية الموحدة الجامعة والشاملة للكون المرئي ، أو نظرية كل شيء ، أي محاولة معرفة الواحد والمتعدد . وماذا لو كان الكون المرئي مجرد معلومة حاسوبية؟ أوبرنامج حاسوبي تتلاعب به كائنات عليا متفوقة تعيش في أكوان متطورة ، أي أننا جزء من مكونات مصفوفة عملاقة  ــ ماتريكس ــ ؟ ويكرس الباحث فصلاً كاملاً لمعرفة هل الوجود الكوني واقع أم خيال ، وهل هناك كون واحد أم عدد لانهائي من الأكوان، وماهو سر الحياة في الكون ؟ وماهي حقيقة الثقوب السوداء، هل هي حقيقة فيزيائية أم وهم افتراضي؟ وأخيراً يبقى الكون المرئي صامدا أمام ألغازه.