ثمة نص في مَسلّة يصيدني

ثقافة 2019/08/17
...

زهير بهنام بردى
جئني بضجيج ولكن ليس بحرب، حيث يمكنني أن آخذ قسطا واحدا من النوم بعد طقوس الحب، منذ موت أخير لم أتذوق جسد امرأة أسمر تملأني بيديها الجرتين المسكورتين في الساعة الواحدة ما بعد العتمة، حان وقت الصلاة بالنبيذ، فرغم جنوني بانحناءة قيد ابتسامة في أصابعها التجاعيد غيم، أتوهج كزيت يسيل من ذاكرة كلام وتضعني أمام سيكارة امرأة تقف أمامي بالمقلوب وتشعل التفاحة في فمي.
 
………………
طحين أبيض مثلي عادته سيئة بشراهة حين يعثر عليّ مهملا أحفر اصابعي في بشاعة حائط مبغى لطختي ما كانت زاهدة بأناقة حين غائما قدتها بكل فوضاي إلى وحيد خجول وشمه ورقة عسل من غيبوبة إغواء، لم يستنفدها أحد، ومنذ أن سقطت أصابعي على فص العري كان نبيذي يتوهج قبل أن أصل إلى جسدي وتغويني العرافة بفنجانها العاري.
 
…………………….
في الطريق إلى أفق أسود ما كنت راغبا أن أفتحه وكنت منشغلا بجنة ثقب زجاجة هواء تمنحني قبلا مالحة وزيتونا أبيض منفوخا ورسائل لم يتابعها حبل الغسيل في نشرة جنيات يلعبن بأعضاء الليل في نوبة ضوء أحمر يفرط بثمالة النواقيس داخل بلور نافذة المعبد كان الراهب منشغلا بلفافة صلاة والآلهة تتبادل كلاما متشابها على استحياء وبلا فراغات سوء ظن واحتمالات 
تأويل.
 
…………….
قصب مبلل بفم قديسات الليل في رؤيا لا تصلح أن تجلس القرفصاء أمام الكاهنة في معبد مكسور الناي ما عادت جراره تسكب النبيذ في قوارير القرابين ساعة الفصح الصندوق العجائبي في تجاعيد شيخوخة مناديل المائدة المطرزة بالمنمنات من تراتيل تطريز الكلام والكأس المركونة في صعود الماء شالات الطلق في الطقس الرباني.
 
……………….
لا تقلق الحياةُ ليست كما كنت فيها آخر مرّةٍ جئتها قبلَ حياتين عشتها سابقاً. وكان وقتها القمرُ ينزلُ إلى جثثٍ طريّةٍ في القبر ويغسلها بنبيذٍ أحمر والهواءُ يوشكُ أنْ يسقطَ من الضحكِ. والبحرُ بعكاز من صفيرِ سريرٍ على سبيلِ الحبِّ بإغواءِ إيماءةٍ واستلقاء غيمٍ أحمر إلى حدٍّ كبير. كساعاتِ القيلولةِ العاطلة عن الهذيان. نكايةً بتعويذةٍ تعوذُ من عميانٍ يرشونَ الضوءَ بفداحةِ بصر.
 
…………………..
لوحةٌ تزورني وتنظرُ إليّ وبرفقٍ تمرّرُ بشفتيها على فمي وتقلّب بعضَ صفحاتي. تشيحُ ببصرِها وتعجزُ عن الكلام معي، ينزلُ ضوءٌ من ليلٍ يانع، يتبعثرُ في كوابيس جنوني تنهيدتي رشيقة قبل أنْ أستخدمَ العناقَ الهزيل مع أوّل شخيرِ نوم يأتي من وردٍ. كنتُ مضغته من حربٍ سابقةٍ. حين أخمدُ كناقوسٍ رشيق. يحرصُ أنْ يحرسَ ركّةَ ضوء الشمع.
 
…………………
وشم كأنّه يبصرني في أوّل سرير. ويدعو خجلي بالتدريجِ إلى نداءِ إغواءٍ بلا ذنبٍ ودنس. يوسعني غيماً بدهشتي وشرفاتُ جسدي تأنسُ ضجيجَه وتلوّحُ بمنديلٍ لتحميل أخطاءٍ تشبهُ خطايا تتساقطُ من شالِ امرأةٍ .يرغبُ كرسي الاعتراف أنْ يتسلّلَ برغباتِه إلى عناقيد عنب. تسيل خمورا تملأُ الليلَ بصفير إغواء ويسكب اي حماقاتي على طبق من مرايا 
عيني.