خمسة أسئلة أمام شوقي كريم حسن

ثقافة 2019/08/18
...

عبد الجبار العتابي:
بعد تعافيه من عملية فتح القلب ، كانت لنا وقفة مع الروائي شوقي كريم حسن للتعرف على تلك اللحظات عنده 
* اي قصة او رواية اعطتك محنة قلبك المعطوب ؟
- القلوب التي اتعبتها الايام هي الأحرص على تفحص الازمنة والتواريخ والاكثر ايضا في رسم حقائق المستقبل الذي تحاول التمسك به،تلك القلوب المعطوبة تحاول توكيد حضورها كلما سنحت لها الفرصة ولهذا تبحث وتعيد الصياغة والتكوين،محنتي مع مرض القلب كانت طويلة بعض الشيء قاومته بعناد حتى انتصرت عليه او هكذا توهمت،كتبت اللحظات المشحونة بالكثير من الاسئلة المتدفقة مثل ينابيع،أيها القلب الى اين تتجه خطاك؟ من هنا كانت الحيرة بادية،ضحكت حين قال لي الطبيب انك تعيش بقدرة غريبة قلبك يشتغل بعشرين بالمئة من طاقته.. انت محكوم عليك بالموت،لا تتحرك ولا تستطيع السفر،ولكني سألته.. لكنني استطيع ممارسة جنوني.. استطيع ان احلم.. لهذا بدأت اكتب «قلب مفتوح.. فضاء مغلق..» والتي وصلت بها الان الى فصلها السادس وتعمدت نشر بعض فصولها داخل البلاد وخارجها.. تجربة قاسية
 لقلب مفجوع.
 
* هل ترى ما جرى لك رواية واقعية ام قصة خيالية؟
- ماجرى وماسوف يجري قبل مرور مشرط الجراح وبعده ضرب من الخيال والجنون،رغم كل الاهتمام وحضور الناس ليل نهار،والاتصالات،كنت اشعر بوحدة مربكة،اتامل ذاتي وثمة سؤال واحد لاغير تعلق بأذيال جمجمتي.. ما الذي جنيت؟.. وهل كان حصادك وفيرا لكي تغادر هكذا بصمت روح وارتباك جسد؟.. مكان تواجدي كان يعني كل هذا الكون لقد تمسكت به وتفحصته وثمة الكثير من  زرازير الخوف ترفرف في الفضاء، ربما لا احد يعرف ان كل الاطيار التي تبني اعشاشها عند اشجار المشافي تبدو خائفة مضطربة، يوميا كان ثمة طائر بهيأة عراقية يقف عند النافذة اتأمله  بهدوء ويتأملني بقهر،كنت اقول  بسري: هذا هو قلبي.. وبعد اجراء الجراحة لم اعد اراه ابدا.. صدفة اختفى.. تلك هي محنة التفحص والتمسك
 بروح الحياة.
 
* ما اكثر المتغيرات التي مرت عليك وانت هناك ؟
- المتغيرات التي حدثت كثيرة وعجيبة.. جئت المشفى حاملا موتي بين يدي،كنت اقرأ على وجوه اصحابي .. المراثي التي يطلقونها حزنا، هذا الصاخب الجريء سيغادرنا ربما اللحظة القادمة، كنت احس بحرارة الارتباك في اطراف اناملهم وهي تمسك بي فأبتسم ولهاً، دفق الخوف «المديوف»
 بالحب كان اجمل سلاح التغيير الذي حدث في ما بعد تلك
 اللحيظات.. لكن التغيير الروحي الرهيب احسسته واضحا، ساعة انداحت بي العربة صوب باب صالة القلب مصحوبا بوجوه حزينة.. ايها القلب إتئد كن صلدا لا تضيع جبروتك عند لحظة  غير محسومة الملامح.. عند باب الصالة تعمدت النهوض لتوديع من كان معي.. وخطوت ملوحا وكأني على سفر.. هنيهة وقت وابدأ الاقلاع الى مجهول وددت اكتشاف مكوناته، اللحظات انسربت حين سألتني طبيبة التخدير نتوكل.. فتوكلنا.. الليل هو الشيء الوحيد الذي يرافقنا اينما حلت بنا الخطوات،ظلمة وعماء واصوات بدأت تتلاشى، ذلك هو التغيير الحقيقي.. ذلك هو الجواب الذي كنت ابحث عنه.. يا قلب اتراك عائد ثانية.. ام تراك ماض الى الفناء؟
 
* هل كنت تندم على شيء لم تكتبه ؟
-لا يمكن لمثلي ان يندم لقد حققت ذاتي بشكل كبير ومهم.. ما تركت حلما الا وكتبته وحولته الى تاريخ مقروء .. 
فقط كنت اعاود الحنين لمشاريع متروكة عند منتصف الطريق.. مسلسل عن الحصيري.. واخر عن كتاب الاغاني.. ومشروع رواية كامل الخطط وكانت احزاني تتكاثف لائما قلبي المسكين.. كان عليك ايها القلب ان تنتظر قليلا فلمن ستبقى هذه الاحلام بعدي.. ولكن ما أن فتحت عيني ثانية ووجدت قلبي ينبض ببطء حتى طلبت من مرافقي ان يأتي لي بالجزء الاول من قصة الحضارة..  كانت لحظة غريبة بالنسبة لي وفعلا ذهب طالب كريم.. وجلب قصة
 الحضارة.
 
* ما اكثر شيء كنت تخافه ؟
- هههه .. كنت اخاف الكثير من الاشياء التي يخزنها عقلي.. تواريخ.. حكايات.. وجوه من رحلة العمر.. كل هذا كنت اخاف انهمارة لحظة يطلق البنج عنان الثرثرة.. حتى اهلي والاصدقاء كانوا ينتظرون تلك اللحظة بفارغ صبر.. أيتها الاسرار انهمري.. لكني تمسكت بجنوني واوصيت روحي ألا تثرثر والا لكانت فضائح مهمة.. حتى اللحظة البعض مستغرب معقولة تستطيع السيطرة على كل هذياناتك وانت تحت تأثير البنج.. فاجيب.. 
انه الخوف.