ثلاث إصدارات بصرية جديدة

ثقافة 2019/08/18
...

 البصرة/ أحمد داخل
* أصدرت دار جيكور في بيروت للطباعة والنشر والتوزيع كتابا حمل عنوان( التزمين في الدرس اللساني في ضوء المنهج الأصولي) للباحث والأكاديمي الدكتور حيدر عودة الدراجي، وقد اعتمد الكتاب إلى شرح وإيضاح للدلالة الزمنية في الصيغ الكلامية والأساليب عبر مقاربة بين الفكرين النحوي والأصولي، وذلك من خلال التنظير اللغوي للدلالة الزمنية عند النحويين والأصوليين على حد سواء.. 
إن الاشتغال في علم اللغة (اللسانيات) يعد من الأهمية بمكان كونه  يدرس الألفاظ ودلالاتها كالمشترك اللفظي والتضاد والدلالة الزمنية للأفعال، والصرف ومعاني الكلمة وغيرها من المسائل ذات الجذور اللغوية التي تعد من أدوات الدرس الأصولي عند 
الفقهاء. 
هذا ما تبناه الكتاب عبر فصوله الثلاثة، اذ تعمق الدراجي إلى الخوض في مراجعة المصادر اللغوية والأصولية القديمة ككتاب سيبوية والمقتضب وشرح المفصل ومغني اللبيب وغيرها من المصادر  ذات صلة بالموضوع، فضلا عن المصادر الحديثة المختصة في النحو العربي من اجل تعزيز البحث وضمان رصانته العلمية. لذا يعد هذا الكتاب رصيدا لغويا  للمكتبة العراقية بما ينفع الدارسين والمتخصصين  في مجال البحث العلمي والأكاديمي، فضلا عن الدرس الأصولي.  
* وعن مركز تراث البصرة قسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية صدرت دراسة حملت عنوان ( إسهامات البصريين في الدراسات القرآنية حتى نهاية الدولة الأموية) للباحث والتدريسي في كلية الإمام الكاظم الدكتور علاء حسن مردان.. وقد امتازت الدراسة بسرد تاريخي في متابعة وقراءة دور البصريين في الدراسات القرآنية وتثبيت أول نسخة قرآنية دخلت إلى البصرة. وقد تناول مردان بإسهاب ودراية مؤلفات البصريين في علوم القرآن ومعارفه. 
وكتابة القرآن الكريم بأنواع من الخطوط. ثم تطرق الباحث إلى عرض مصادر التفسير عند البصريين باعتماد مصادر آل بيت النبي(ص) والصحابة، وصحفهم، فضلا عن كتب أصحاب الديانات الأخرى. إن المتتبع لهذه الدراسة سيجد المتعة والمتابعة للمطارحات الفكرية للبصريين بالأدلة القرآنية يوم كانت البصرة تعد حاضرة ثقافية وفكرية في عصر صدر الإسلام، وذلك في الجزء الأخير من الدراسة التي حملت عنوان، مناظرات البصريين بالأدلة
القرآنية.   
  * وفي السياق نفسه وعن المركز العلمي للدراسات والاطاريح في بيروت صدر كتاب تحت عنوان(الأثر الدلالي للحذف في القصص القرآني) للباحثة سكينة باقر حسون، إذ تضمن الكتاب ثلاثة فصول تناولت فيه  معنى أسلوب الحذف في النص القصصي القرآني، فقد تنوعت أساليب الخطاب الإلهي بتنوع طرق الهداية للعباد من اجل تحقيق غايته في الإرشاد والموعظة والاتعاظ. لذا جاء هذا البحث مركزا على أهمية دلالة الحذف لا بوصفه الحذف نفسه، إنما ناتجة عن تناسب الحذف مع الدلالة العامة للنص . بمعنى وظيفة الحذف في خدمة الفكرة التي تعالجها القصة في النص القرآني... ومن الملاحظ أن الباحثة قد توخت الحذر خلال سير البحث  في كونها تتعامل مع كتاب الله المعجز، فكان لابد من التقصي والمراجعة  لمدونة التفسير ومتابعة آراء المتخصصين في علوم العربية من القدماء والمحدثين. مما يلفت النظر بان الخوض في هذا المضمار قد كلف الباحثة جهد ووقت فكانت الحصيلة هذا الجهد المميز الذي ستنتفع منه المكتبة العراقية حتما.