كاريبو وقصيدة اخرى

ثقافة 2019/08/19
...

حبيب السامر
 
المساء الشفيف
ها هُنا،
في شارع الحمرا،
يتعانقُ مع خطواتهن المتسارعة،
والمرأة بشعرها الأشقر الطويل
منشغلة بتلويح أصابعها النحيلة
شارحةً آخر الحكايات
لصديقتها المحجبة،
-  القهوة ها هنا ، لا تشبه القهوة هناك- 
النساء هنا، - 
لا يشبهن النساء هناك
  الانتظار هنا ، لا يشبهه هناك-
والوقت ليس وقتاً هنا هُنا 
كان المصور الأبيض منشغلا بأخذ لقطات لأنثى رشيقة 
وكانت بدلتها السوداء أكثر رشاقة منها،
بينما السيارات في حالة إنتظار 
لهذا الفوتوغرافي الماهر كيما يكمل لقطاته
والإشارات المرورية تدعي،ـ أنها تعمل بجد
 ها هُنا نتراشق النظرات، نسابق الخطى
لنصل إلى كاريبو!
الروشة وقارئة الكف 
ندبة
في جلد البحر
طفلة العوم تجاه العتمة
على مرمى حياة 
يحاول المارة
أن يمسكوا بها
تنأى
هناك، حيث يزيح الموج الرمل
ويغيب.
قربها،
امرأة تتشمم رائحة الغرباء
لتغويهم بقراءة الطالع
رجل تعدى الخمسين من وجعه
كانت تتبعه ،
تسمعه همسها : لديك خبر سار
في القادم من اللحظات
وقرب الروشة أيضا
الأطفال يبيعون الورد بقبلة
للعشاق
وهناك 
على امتداد البحر
الزورق يذوي
في سفرة خلف جثة الصخرة
وسط الضجة
لم ألمح طيرا في فضاء المكان
 
* كاريبو في مقهى 
يقع شارع الحمرا/ بيروت