عودة داعش بخلاياه الكامنة .. والمواجهة الحاسمة

آراء 2019/08/20
...

عبد الحليم الرهيمي
 
بعد الاعلان ، نهاية العام 2017 عن تحقيق النصر بالقضاء عسكرياً على (دولة الخلافة) الخرافية لداعش في الموصل وتحرير المناطق التي احتلها بدءاً من العاشر من حزيران 2014 ، كثر الحديث ، وحتى قبل هذا الاعلان ، عن توقعات عدد من القادة العسكريين والأمنيين الاستراتيجيين العراقيين وغير العراقيين ، عن احتمال عودة مقاتلي هذا التنظيم الارهابي للقيام باعمال ارهابية مجدداً تنفذها خلايا كامنة (يصفها البعض بالنائمة) مؤلفة من العناصر التي نجت من القتل وهربت ابان معارك التحرير واخرى من عناصر مقاتلة جديدة قادمة من خارج الحدود وخاصة من سورية جرى ويجري تجنيدها لتعويض الخسائر الكبيرة من المقاتلين الذين قضي عليهم . 
تلك التوقعات بعودة مقاتلي داعش بتسميات جديدة مرة (انتظروا ابن داعش) ومرة اخرى باسم (اصحاب الرايات البيضاء) حيث صحت في الواقع بعض تلك التوقعات بالاعمال الارهابية التي نفذتها ، ولا تزال ، الخلايا الارهابية الكامنة ، منذ ما بعد انتهاء معارك التحرير الواسعة نهاية العام 2017 وقد تصاعدت بشكل لافت الاعمال الارهابية منذ منتصف العام المنصرم في العديد من مدن محافظات نينوى ، ديالى ، صلاح الدين والانبار والتي راح ضحيتها مئات العراقيين 
الابرياء . 
وقد أكدت تقارير دولية واميركية عن وجود عدد غير قليل من مقاتلي داعش يتراوح عددهم ما بين 14 و 18 الف ينتشرون كخلايا كامنة في تضاريس المناطق الوعرة بين سورية والعراق وقدر عدد المتواجدين منهم في العراق ما بين 5-7 مقاتلين ارهابيين ، يتغلغل قسم كبير منهم في صفوف الاهالي لاسميا بين مخيمات اللاجئين الهاربين من جرائم داعش او من عوائل الدواعش المتسترين ما بين الاهالي بمخيمات النزوح . 
هذه العودة اللافتة لمقاتلي داعش وقيامهم باعمال اجرامية من خلال خلاياه الكامنة ، كانت موضع رصد واهتمام ومتابعة من الاجهزة الاستخبارية والامنية والجهات السياسية المسؤولة العراقية ، حيث اسفر ذلك عن قرار القيادات السياسية والعسكرية المعنية بتنفيذ حملة عسكرية واسعة في المناطق التي تتواجد فيها تلك الخلايا وسميت عملية (ارادة النصر) . 
ورغم اهمية ما انجزته عملية (ارادة النصر) من نتائج مهمة غير ان عمليات الخلايا الكامنة للتنظيم ما زالت مؤثرة وفاعلة دون ان تتكبد خسائر ترتقي بها الى مستوى الهزيمة ، لذلك عمدت القوات العراقية بالتعاون مع القوات الدولية والاميركية الى القيام يومي 16 و 17 من شهر آب الجاري تنفيذ عمليات عسكرية وصفت بانها اكبر العمليات العسكرية العراقية وبدعم قوى التحالف الدولي الاميكري منذ 3 سنوات حيث أشترك بها طائرات اميركية دون طيار أضافة للدعم الاستخباري والاسناد اللوجستي المدفعي وبمشاركة اكثر من صنف من هذه القوات ، وكان هدف هذه العمليات هو القضاء على اكبر عدد من الخلايا الكامنة للتنظيم وكذلك استباقاً لامكانية تنفيذ اعمال ارهابية لمجموعات تتسلل من 
سورية ..
مع ذلك يمكن القول ، انه بالرغم من الاهمية الكبيرة للعمليات العسكرية الامنية الواسعة وبالتنسيق المهم بين القوات العراقية والاميركية الداعمة ، لكن تبقى الاجراءات المهمة التي ينبغي على الجهات الامنية والسياسية القيام بها ، هي بذل اقصى الجهود لرعاية اللاجئين في المخيمات رعاية انسانية واخلاقية وتوفير افضل الظروف واسرعها لعودتهم الكريمة الى مناطقهم واماكن سكناهم وذلك كي لا يكون بعضها حاضنة لتلك الخلايا . اما الاجراء المهم الثاني فهو العمل المكثف لمكافحة الفكر المتطرف والتكفيري الذي يستند اليه التنظيم لشد عناصره وتماسكهم وكسب المزيد من المجندين تحت راياته .. وليس من شك ان تغلغل ونشر الفكر المتطرف الذي يقوم به يلعب دوراً كبيراً في استمراره وتماسك انصاره من الخلايا الكامنة وغيرهم من عناصره 
المقاتلة .