الصباح /صلاح حسن السيلاوي
عن دار أمجد للنشر والتوزيع في الأردن صدر للباحث الدكتور رائد الكعبي كتابه ( تأويل الهوية ) الذي يعد قراءة سوسيوثقافية في الشعرية العراقية المعاصرة عن جيل التسعينيات
حصرا.
الكتاب تكون من ثلاثة فصول تناول الكعبي في الأول منه موضوع ( الهوية الوطنية ووأد الانتماء) عبر أربعة مباحث هي: الهوية المعدمة, والهوية المغتربة, والهوية المتمردة او الرافضة, والهوية الحالمة . فيما جعل الباحث (الهوية الثقافية وتمثيل الذاكرة ) موضوعاً للفصل الثاني وفصّلَه بثلاثة مباحث هي : الذاكرة الاسطورية والتاريخية، والمكان بوصفه هوية ثقافية، و الفلكلور والمحكيات
المحلية .
وفي الفصل الثالث والأخير تحدث الكعبي عن (الهوية النصية : الخصوصية والاختلاف) بمباحث ثلاثة أيضاً هي : قصيدة النثر و النص المفتوح و قصيدة الشعر / العمودي
الجديد. الدكتور رائد الكعبي تحدث عن كتابه لـ” الصباح “ بقوله : هذا الكتاب هو دراسة تبحث عن خصوصية الجيل التسعيني وهويته اذ مثل هذا الجيل هوية الشعر العراقي بحق لأنه جيل ولد من رحم المعاناة ومن تراب هذا الوطن ولد في زمن كممت فيه الأفواه وما سمع فيه إلا صوت من طبَّلَ للدكتاتور وزمانه وتتبنى الدراسة مفهوم الجيل بعيدا عن جدله في المدونة النقدية الحديثة فتتخذ إجرائياً هذا المفهوم مدارا لاختيار الشعراء ضمن حقل الدراسة وفقا لخصائص فنية او تاريخية او بشهادة النقاد والمهتمين بالشأن الثقافي فضلا عن حضور المهرجان والمشاركات الثقافية ومع هذا قد يتداخل بعض الشعراء في أكثر من جيل وهنا سيكون الباحث أكثر من خيار للتصنيف .
وأضاف الكعبي قائلا : ان هذا الجيل لم ينل حظه كافيا بالدرس الأكاديمي فثمة دراسات سبقتنا, على الرغم من جديتها لم تنظر بعين واسعة حجم االشعراء في تلك الفترة وانما اكتفت بنماذج مخصوصة للتمثيل فضلا عن غلبة التنظير على مساحة التطبيق فجاءت هذه الدراسة مكملة لما سبقتها. مركزة على الجانب التطبيقي لكشف ماهية تلك النصوص
وتحليلها.
وتبنت الدراسة المنهج السوسيوثقافي وهو بالاحرى جمع منهجين اذ يمتزج التحليل بين معطيات المنهج الثقافي القائم على الانساق الثقافية المضمرة او المسكوت عنه في النص وبين معطيات المنهج الاجتماعي الذي يربط دلالات النص بمرحلة من الزمن ويرتهن برقعة جغرافية محددة كأن يكون بلد معين يمر بظروف اجتماعية واقتصاية وسياسية انتجت مثل تلك النصوص وستتكئ الدراسة ايضا على بعض ستراتيجيات المنهج التأويلي لفك بعض شفرات النص والولوج الى المعنى العميق للنص. ولا ازعم اني استوعبت في دراستي هذه شعراء الجيل التسعيني كلهم فربما فاتني بعض الاسماء لكثرة شعراء هذا الجيل واغترابهم خارج الوطن, وضياع مجموعاتهم الشعرية حتى عند انفسهم او ربما اغفلت ادواتي البحثية ذكر بعضهم.