تنميتنا المستدامة

آراء 2019/08/24
...

 ياسر جاسم قاسم
التنمية المستدامة :هي تنمية تلبي حاجات الحاضر من دون التأثير على قدرة الاجيال المستقبلية على تلبية حاجاتها الخاصة. (word commission on environments & development ) 
وتحمل في طياتها مفهومين :
1-مفهوم الحاجات خصوصا الحاجات الاساسية لفقراء المجتمع الذين يجب ان يألوا الاولوية القصوى .
2-فكرة القيود التي تفرضها حالة التكنولوجيا والتنظيم الاجتماعي على قدرة البيئة على تلبية الحاجات الحالية والمستقبلية .
وبناء على هذه التواصيف نستطيع ان نقول وتطبيقا على واقعنا العراقي ان العراق يفتقر لموضوعة التنمية المستدامة افتقارا واضحا فالاستنزاف اللامبرر الذي يجرى اليوم في العراق للموارد من وقود احفوري ،بيئة/مياه/غطاء اخضر، ستجعل الاجيال القادمة تصب لعناتها المتواصلة علينا نحن اجيال الحاضر ،فبيئتنا الحالية تعجز عن تلبية حاجاتنا وقد اثخنت بشتى انواع التلوثات والاستنزاف فكيف ستصمد الاجيال القادمة.
التنمية المستدامة تبنى وفق رؤية بعيدة المدى للمجتمعات ولا تهدف لتحسين نوعية الحياة للاجيال الحالية فحسب بل الاجيال المستقبلية كذلك ، كما انها تركز على مفاهيم الديمقراطية وحكم القانون واحترام الحقوق الاساسية بما فيها الحرية والعدالة الاجتماعية والتنوع الثقافي. وتركز كذلك على مستويات من الاقتصاد المتجدد واسفي الشديد ان هذه المرتكزات لاسيما وموضوعة العدالة الاجتماعية تغيب اليوم وبشدة عن حاضرنا.
اما اهم ميزات التنمية المستدامة :
مكافحة التلوث والحد منه ، واستخدام الموارد غير القابلة للتجديد بحكمة كالنفط مثلا. وتطوير الموارد القابلة للتجديد كـ(طاقة الشمس، الرياح، طاقة باطن الارض) للحفاظ على الموارد غير القابلة للتجديد ولتامين قدرة التنمية للاجيال القادمة. وبنظرة سريعة وفاحصة لهذه الميزات نجد ان غيابها عن الواقع المجتمعي العراقي سيسهم حتما في زيادة الازمات البيئية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية على حد سواء ، وما هذا التلوث الذي نشهده وزيادة الامراض السرطانية بشكل مطرد والاشكالات لا حصر لها اجتماعيا وسياسيا الا دليل كبير على وجود تلكؤ في حكمة ادارة الموارد وايجاد تنمية مستدامة حقيقية ترتكز اساسا على تحسين نوعية الحياة للاجيال الحالية والمستقبلية مع الحفاظ على قدرة  البيئة على دعم الحياة بتنوعها وترتكز ايضا على الديمقراطية وحكم القانون واحترام الحقوق الاساسية بما فيها الحرية والفرص المتعادلة والتنوع الثقافي وتشجع مستويات عالية من التوظيف ضمن اقتصاد ترتكز قوته على التجديد والتجانس وفتح ابواب الاستثمار وليس التوظيف في القطاع الحكومي المتهالك اساسا. كذلك ايجاد قاعدة اساسية من الخدمات الاجتماعية المقدمة للمواطن وتحويلها الى انماط حياة كريمة والقضاء على البيروقراطية الحكومية التي تجعل المواطن في دوامات من اجل حقوق بسيطة منها الحصول على وثيقة سفر على سبيل المثال ، البيروقراطية تجر المواطن احيانا لدفع رشا (اتاوات) في سبيل تحقيق حقه البسيط هذا. والسؤال: هل سنستطيع ان نلحق بالركب الحضري العالمي ونوجد قيمة اساسية اسمها التنمية المستدامة، ونجعل الاجيال القادمة تكتب عن نضالنا الكبير هذا كي لا نتركهم خالي الوفاض من الموارد التي اتاحتها لهم ولنا امنا 
الارض.