من القاص فرج ياسين اقتربنا كثيرا للتعرف على شؤونه .
* عرف لنا نفسك ؟
- فرج ياسين ، هذا هو اسم الشهرة الذي اخترته مذ بدأت النشر ، وكنت قد بدأت شاعرا ثم تحولت الى القصة في نهاية السبعينيات . حصلت على الدكتوراه في النقد الأدبي الحديث ، ومارست تدريس النقد في الجامعة ، غير أنني لم أكن ناقدا .
* ما السحر في القصة لكي تستمر في كتابتها ؟
- ليس ثمة سحر ؛ إنما انخراط في ملامسة المصائر عن طريق الفن القصصي ، كنت بحاجة إلى ابتكار خطاب خاص جدا يصدر عن مشغلي الشخصي .
* متى دخلت دائرة الشهرة لأول
مرة ؟
- لست مشهورا ، وليس لدي الجرأة على إدعاء هذا . يروى أن الروائي جورج أمادو كان حين يمر في السوق يقف لتحيته الباعة وأصحاب الورش الصغيرة والعمال المتواجدون هناك ، أما أنا فلا يكاد أبناء مدينتي يعرفونني فكيف بالبعيدين ، ولا تنس أن تقاليد القراءة ضعيفة عندنا لذلك فأن شهرتي تقتصر على زملائي الأدباء الذين اطلعوا على قصصي .
* كيف تنظر إلى شهرة الأديب على نحو عام ؟
- أعتز بالأدباء الذين يشتهرون من دون أن يكون للسياسة أو الاعلام تدخل واضح في شهرته .
* كم من الوقت يستغرق لديك اصدار مجموعة قصصية ؟ وأي قلق يساورك مع مراحل كتابتها ؟
- أربع أو خمس سنوات بين مجموعة وأخرى ، عدا مجموعة قصص الخميس التي كنت أنشرها مساء كل يوم خميس على الفيس بوك . هذه استغرقت اقل من عامين . وليس ثمة قلق يساورني لحظة الكتابة بل فرح وتألق وامتنان .
* ما جديدك من القصص والروايات ؟
- قصتان قصيرتان جدا نشرتا على صفحتي في الفيس بوك فقط .
* هل ما زلت أكسل قاص عراقي أم تغيرت الصفة ؟
- نعم ، مقارنة بالزملاء النشيطين بصرف النظر عن أهمية نتاجاتهم .
* هل ما زلت لا تشعر بمتعة الكتابة ؟
- من قال ذلك ، أجمل اللحظات تلك التي أجلس فيها أمام الورق لكي أشرع بالكتابة المصممة على نحو مدروس .
* أين يكمن عندك سر جمال الكتابة ؟
- سر الجمال في الاكتشاف .
* كيف ترى العلاقة بين النقد والقصة القصيرة ؟
-على الرغم من زحف الرواية إلى الذائقة القرائية والنقدية فإن القصة القصيرة مازالت تحفز النقاد ولاسيما القصة القصيرة جدا ، التي أصبحت لها مملكة شعبها يتكاثر يوما بعد يوم .
* ما أهم رأي قيل في تجربتك
القصصية ؟
- إنها آراء وليس رأيا واحدا تجلت في أربعة كتب ساهم في تحريرها عدد من النقاد والأكاديميين ، فضلا عن أطروحة دكتوراه وخمس رسائل ماجستير نوقشت في الجامعات العراقية ، وهناك قرابة الأربعة والسبعين مقالا ودراسة وعرضا ورأيا ، ضمها كتاب ( أصداء نقدية ) قام بجمعها الأستاذ الأديب مهند يحيى حسن ، وأصدرت الكتاب
دار أمجد في الأردن وسوف يوزع قريبا في العراق .
* متى شعرت بأنك لاتريد الكتابة ؟
- لم تساورني هذه الرغبة أبدا .
* ما الذي يعنيه عندك ترجمة قصصك إلى لغات أخرى ؟
- لا شك أنه يعني لي الكثير ؛ لأنه اعتراف من قبل جهة الترجمة بأهمية النص المترجم ، وكانت دار المأمون قد اختارت قصصا من جميع مراحل السرد العراقي ، فأصدرت كتابين باللغتين الانكليزية والالمانية ، وكنت بين هؤلاء الكتاب الذين تم اختيارهم ، ثم أن مجلة كلكامش العراقية قامت بترجمة قصتي (الصبي 56 ) إلى الانكليزية ايضا .وفي عام 2013 أصدرت مؤسسة المثقف في استراليا ملفا عن أدبي القصصي الذي احتوى على ترجمات لبعض قصصي إلى الانكليزية والفرنسية . والأديبة خلود المطلبي ترجمت إلى الانكليزية قصتي (طغراء المدينة) ونشرتها في كتاب ضم مختارات من الأدب العراقي ونشر الكتاب في لندن ، هذا فضلا عن أن المستشرق فلاديمير شاغال أخبرني بأنه ترجم عددا من قصصي إلى جميع لغات الاتحاد السوفييتي . وافترض أنه ثمة ترجمات أخرى لم أطلع عليها .
* متى يداهمك الضجر ؟
- عندما لا أجد حولي من أحبهم وأتفاعل معهم .
* ماذا تقول في مرض الأديب ؟
- إذا كنت تقصد المرض العضوي فهو أمر مؤسف مع تكاثر الأمراض الخطيرة التي أصيب بها عدد من الأدباء والبعض فقد حياته .
* ما أكثر شيء يهمك في كتاباتك القصصية ؟
- أن لايكون العمل القصصي الجديد مألوفا ومكررا ، وأن تكون لكل قصة شخصيتها المعنوية المتفردة على صعيد البناء الفني والموضوعي .
* ما الذي يتأرجح في داخلك ؟
- هاجس الابداع .
* هل يهمك رأي قراء الفيسبوك لكتاباتك ؟
- نعم يهمني كثيرا ، لأنهم الجمهور الحقيقي والواقعي الذي أصبح الآن بديلا مهما للنشر في الصحافة الورقية
الأدبية .