ربَّما كانتْ مركبة فضائيَّة مرَّت بنا!

الصفحة الاخيرة 2018/11/10
...

أندرو غريفن - ترجمة وإعداد: أنيس الصفار
 
يُفيدُ بحثٌ جديدٌ بأنَّ الكتلة الحجرية الغامضة التي مرَّت بالأرض سابحة في الفضاء ربما كانت في حقيقتها مركبة فضائية أرسلها غرباء وانها كانت تستخدم ضوء الشمس كقوة دافعة. عندما مرَّ الكويكب "أومواموا" بالأرض في السنة الماضية تهافت العلماء لالتقاط أقصى ما يستطيعون التقاطه عنه لأنه كان أول جسم معروف ينجح في دخول نظامنا الشمسي من خارجه. ولكن "أومواموا"، برغم كل التسابق والعجلة على دراسته، مرّ عبر نظامنا بسرعة وخرج منه تاركاً للباحثين لمحات مجردة يستخرجون منها ما يستخرجون.
خلال تلك البرهة القصيرة لاحظ الراصدون أنَّ الجسم كان يتحرك بطريقة غريبة، إذ كان يلف حول نفسه بسرعة كبيرة أثناء طيرانه عبر منظومتنا الشمسيَّة ثم بدا وكأنه آخذ بالتسارع وهو خارج بدلاً من أنْ يتباطأ.
يمضي البحث الجديد مبيناً أنَّ هذا التصرف ربما كان سببه ان الجسم الغريب يعمل بمبدأ "الشراع الضوئي" أثناء انسيابه عبر الفضاء متخذاً الشمس مصدراً للطاقة، وإذا ما كان الأمر كذلك فعلاً فسوف نكون أمام احتمالين: اما الصدفة البحتة، واما أنَّ "أومواموا" في حقيقته مركبة فضائية أنتجتها كائنات أخرى.
يقول الباحثون إنَّ الجسم ربما كان مجساً عاملاً أرسل الى نطاق كوكبنا عن قصد من قبل حضارة غريبة. يوم رصد "أومواموا" لأول مرة أثار بعض العلماء احتمال كونه مركبة فضاء وراحوا يراقبونه ويتنصتون عليه ليروا إنْ كان يبث أية إشارات لاسلكية. بيد أنَّ الدراسة الأخيرة تحرَّت احتمال استخدامه الإشعاع الشمسي كمصدر لطاقته عبر الفضاء، وعندما أجروا حساباتهم على هذا الأساس وجدوا أنَّ الجسم يجب أنْ يكون عريض السطح جداً ورقيق السمك للغاية كي يتمكن من القيام بهذا الدور، وكان شكل "أومواموا" هكذا بالفعل. فإذا ما أصابوا، وكان الجسم يستخدم ضغط الإشعاع الشمسي وسيلة للحركة، فسوف يكون هذا فتحاً علمياً (حتى لو كانت الأسباب طبيعية) لأنَّ مثل هذه الظاهرة لم ترصد من قبل.
أما إذا كان السبب مصطنعاً فسيكون الاحتمال الأرجح هو ان "أومواموا" في حقيقته "شراع شمسي" يسبح في الفضاء، لعله من بقايا حطام جهاز تكنولوجي متطور أرسل الى الفضاء من نظام كوكبي آخر. لكن النظرية الأخرى الأكثر إثارة تحتمل أنَّ الجسم مرسلٌ الى الأرض عن عمد.
عن صحيفة الاندبندنت