عبد المهدي: المعرض بوابة جديدة للعمل مع الشركات العالمية الرصينة

الثانية والثالثة 2018/11/11
...

بغداد / الصباح
 
أكد رئيس مجلس الوزراء، عادل عبد المهدي، خلال افتتاحه، أمس السبت، الدورة الـ 45 لمعرض بغداد الدولي بمشاركة 17 دولة واكثر من 700 شركة تمثل قطاعات مختلفة، أن العراق يضع اقدامه على الطريق الصحيح للانطلاق، مبيناً أن حكومته ستنفذ خارطة استثمارية لاعادة اعمار ما دمره الارهاب.وأضاف عبد المهدي، في كلمته بالحفل الذي حضره عدد من الوزراء واعضاء مجلس النواب وسفراء الدول المشاركة وممثليهم من السلك الدبلوماسي وعدد كبير من ممثلي شركات القطاع الخاص العراقي والشركات المشاركة بالمعرض، أن «الاف الشركات والمؤسسات نشطت في العراق وان معرض بغداد الدولي بوابة جديدة للعمل مع الشركات العالمية الرصينة»، موجها شكره الى «وسائل الاعلام لتغطية افتتاح معرض بغداد الدولي».
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن «الحروب السابقة دمرت البنى التحتية وحان الان وقت الاعمار»، موضحا أن «العراق لا يتحمل وحده ما حدث بل على الجميع المساهمة، لان العراق تصدى للارهاب العالمي».
وتابع عبد المهدي أن «هناك عقبات ما زالت تعيق تهيئة البيئة المناسبة لجذب الاستثمارات ونسعى من خلال مساهمة الدول الى تنفيذ حملة اعمار واعادة بناء واسعة»، داعيا الى «المساهمة في اعادة البناء والاعمار لتحقيق الفائدة للجميع».
ولفت عبد المهدي إلى ان «الحكومة تسعى لتنشيط جميع القطاعات الحقيقية بالاعتماد على مبادرات شركاتنا والشركات الاجنبية»، مؤكداً ان «معركتنا اليوم هي لفرض النظام وتطبيق القانون، ولا نريد اقتصاد السلعة الواحدة».
بدوره، عد وزير التجارة محمد هاشم العاني، البرنامج الحكومي الجديد بأنه «يمثل بوابة حقيقية لتطوير وتفعيل الاقتصاد العراقي».
وقال العاني، في كلمته بالمعرض: إن «إنطلاق فعاليات الدورة الـ 45 لمعرض بغداد الدولي والحضور والمشاركات المميزة يأتي في سياق حرص العراق على تعزيز القدرات الاقتصادية وتطويرها”، مؤكداً «حرص العراق على المحافظة على وحدة التعاون والتكاتف مع دول العالم».
وأضاف العاني أن «العراق يعد من خلال توجهه الاقتصادي الجديد بيئة جاذبة للاستثمارات»، مشيرا إلى أن وزارته «تعمل على تفعيل البرنامج الحكومي الذي صوت عليه مجلس النواب والذي يعد بوابة حقيقية لتطوير الاقتصاد العراقي».
في غضون ذلك، اشاد مدير عام شركة المعارض العراقية هاشم السوداني بدور شبكة الاعلام العراقي الراعي الاعلامي لمعرض بغداد الدولي.
وقال السوداني، على هامش حفل افتتاح المعرض، ان «المعرض افتتح بمشاركة 17 دولة و20 جهة محلية بينها شبكة الإعلام العراقي»، مشيدا بـ»دور الشبكة الراعي الاعلامي للمعرض».
إلى ذلك، قال الناطق الرسمي لوزارة النفط، عاصم جهاد، الذي التقته «الصباح» في جناح الوزارة: إن «المعرض يمثل خطوة مهمة تحمل منفعة كبيرة للوزارة وشركاتها، حيث يوفر تواصلا مباشرا بين شركات الوزارة والشركات النظيرة في البلدان الأخرى، والاطلاع على الجهد الدولي، لاسيما ان قطاع النفط العراقي يحظى باهتمام كبير في ظل حجم العمل المطلوب». 
بينما ذكر رئيس المركز الاعلامي في وزارة الاعمار والاسكان والبلديات، رشيد الشمري، لـ»الصباح»: ان «المعرض جاء في وقت خروج العراق من تحديات الحرب والارهاب والدخول الفعلي إلى ميدان العمل»، لافتا الى ان «المعرض يوفر امكانية تعشيق الجهدين المحلي والدولي والدخول في شراكات تعود بالفائدة والنفع على الاقتصاد الوطني». 
 
مكسب للعراق
في حين أكد نائب رئيس منتدى بغداد الاقتصادي، باسم انطوان، في حديث لـ»الصباح»، ان «المعرض في محطته الأولى يحمل الكثير من الإيجابيات التي تحتاج الى توجه حقيقي لجعله مكسبا للعراق، لاسيما ان الحضور بنوعيه المحلي والدولي يحمل أهدافا، وتحقيقها يحتاج الى اليات للتقارب، خصوصا أن كلا الجانبين يمكنهما ان يحققا تكاملا في حال توفر الظرف المناسب». 
وأضاف انطوان ان «صراع الشركات الدولية للدخول الى سوق العمل العراقية، قد بدأ والمعرض سيشهد تفاعلا كبيرا للحصول على أهدافه، بالمقابل لابد ان يستفيد العراق من هذا المعرض وجعله نقطة الانطلاق صوب التنمية المستدامة التي ينشدها»، مشدداً على «ضرورة ان تعمل الجهات ذات الشأن على توفير بيئة عمل جاذبة للشركات الدولية».
 
القدرات التنفيذية 
فيما لفت رئيس مجلس الاعمال العراقي الألماني المشترك، علاء النوري، إلى ان دورة المعرض الـ45 مختلفة عن سابقاتها، حيث الحاجة الى عمل فعلي واسع وحتمي في المناطق المحررة، فضلا عن التنافس الفعلي بين كبريات الشركات العالمية للحصول على فرصة عمل في العراق، لاسيما في قطاع الكهرباء. 
وأشار النوري، في حديث لـ»الصباح»، إلى ان «المؤسسات المحلية مطلوب منها الإفادة من وجود الشركات العالمية في المعرض والتواصل معها والوقوف عند قدرتها التنفيذية الحقيقية والمشاريع التي تم تنفيذها من الشركة او الشركات الإنتاجية ومدى المواصفات النوعية لمنتجاتها التي جاءت بها الى السوق العراقية».
وأضاف النوري ان «تفعيل التعاون الأخير بين العراق وألمانيا سيأتي بنتائج إيجابية على واقع السوق المحلية، خصوصا في قطاع الكهرباء الذي يحتاج دعم التكنولوجيا الدولية المتطورة في مجال الطاقة».
 
قدرات الاقتصاد
بدوره، أشار المدير التنفيذي الرابطة المصارف الخاصة علي طارق الى ان «المعرض يمثل خطوة مهمة للعراق، حيث أن الجهد العالمي المتطور يدرك قدرات الاقتصاد العراقي الذي يوصف بفرصة عمل كبرى بكر تستوعب جهود الشركات العالمية والمحلية 
والإقليمية. 
وقال طارق، لـ»الصباح»: ان «المعرض فرصة جديدة للتنافس بين المصارف، حيث ستعرض جميع المصارف المشاركة مدى تطور الأنظمة التي تبنتها ومستوى المنتجات التي تقدمها الى جمهور المستفيدين، وهذا يعزز قدرات القطاع المصرفي الذي بات يدرك ان بناء قطاع مصرفي رصين قادر على تقديم كافة متطلبات العمل ضرورة 
حتمية». 
ولفت طارق الى ان «المصارف سوف تقف عند المتطلبات الحقيقية للشركات العالمية من خلال التواجد في المعرض والاحتكاك مع الشركات والمؤسسات المشاركة في الدورة 
الـ 45». 
 
انشاء خيمة
من جهته، أفاد رئيس مجلس ادارة شركة بيراميدس كروب للمعارض الدولية، محمد شريف، بأنه «شارك لأول مرة في معرض بغداد الدولي في عملية التسويق والتنظيم الديكوري، حيث عمل على تسويق 70 الف متر مربع وتم شغل جميع الحصة التي خصصت للشركة ووزعت على 250 شركة مشاركة في الدورة 45 للمعرض»، لافتا الى ان «الإقبال على المعرض قادنا الى انشاء خيمة في احدى باحات المعرض ليتم عرض منتجات شركات جاءت بمنتجات مختلفة وتكنولوجيا متطورة». 
واكد شريف لـ»الصباح»، ان «واقع العمل في العراق شجعنا على إقامة العديد من المعارض خلال العام الحالي في بغداد والبصرة واربيل، وهذا ينبع من تعاون المؤسسات المحلية العراقية».
 
أفضل الأنظمة
وفي السياق ذاته عد الناطق الإعلامي لشركة كي، غازي الكناني، المعرض بأنه يمثل فرصة لتحقيق أهداف العراق ولابد أن تتبنى المؤسسات المشاركة آليات عمل مناسبة تروج لمنتجها النوعي الذي يتم عرضه».
وأضاف الكناني، في حديث لـ»الصباح»، ان «العراق مقبل على حركة عمل واسعة في جميع القطاعات، وهذا يتطلب آليات دفع مالي متطورة، تتناغم وحاجة الشركات العالمية»، لافتا الى ان «هذا الامر تدركه الشركة جيدا وتعمل على تطوير واقع الدفع الإلكتروني باعتماد افضل الأنظمة العالمية، وما يتوافق مع تعليمات البنك المركزي العراقي».
وأكد الكناني ان «قنوات التوسع بنشاطات الدفع بما يتناغم وحاجة المواطن تمثل هدف الشركة والأبرز».
 
سوق كبيرة
إلى ذلك، قال ممثل شركة فورنتير الدولية احمد الجادر ان العراق محط أنظار كبريات الشركات العالمية، حيث يمثل سوقا كبيرة وفرصة عمل متجددة تستهوي جميع الشركات العالمية.  
وأضاف الجادر، في حديث لـ»الصباح»، ان «حضور الشركات العالمية بمستويات ادارية مختلفة، يأتي للوقوف على بيئة العمل في البلاد، ومعرفة القوانين التي تنظم حركة الاقتصاد الوطني، لاسيما ان جميع الشركات الدولية المصنفة تركز على القوانين المعتمدة ومدى ملائمتها لواقع الاقتصاد وما توفره من ضمانات للشركات الاستثمارية». 
وحث الجادر على «الإفادة من وجود هذا الكم من الشركات والدخول في تفاهمات أولية على اقل تقدير ومن التواصل وإبرام اتفاقات تسهم في تحقيق تطور مرحلي في عملية النهوض الاقتصادي».
يشار إلى ان الدورة الـ 45 تشارك فيها 17 دولة واكثر مـن 700 شركة تمثل قطاعات مختلفة، الى جانب وزارات التجارة، النفط، الكهرباء، الصناعة والمعادن، الزراعة، النقل، فضلا عن امانة بغداد، ومحافظة بغداد.
وجاءت إيران والمانيا في مقدمة الدول من حيث المشاركة في المعرض.
وستتخلل ايام المعرض اقامة الايام الوطنية لعدد من الدول المشاركة بحضور سفرائها وممثليها، فضلا عن اقامة فعاليات ثقافية وفنية متنوعة.