قحطان جاسم جواد
لا تقتصر ألعاب الأطفال على الدمى في يومنا هذا، إذ دخل التطور التكنولوجي في كل شيء بضمنها ألعاب الأطفال المختلفة ومنها ما يشكل خطراً على الطفل وسلوكه الاجتماعي، فضلاً عن الأضرار الصحيَّة والجسميَّة عليه، لا سيما الهواتف النقالة والبلاي ستيشن وغيرها. رغم الفائدة الموجودة فيها لكن التعلق الشديد والوقت الطويل مع هذه الألعاب يخلق متاعب للطفل وأسرته، ما يتطلب تدخل الأهل وإشرافهم وتحديد وقت اللعب وأماكنه.
من المشاكل الصحية التي تولدها هذه الألعاب الالكترونية ضعف البصر وأمراض العيون الأخرى بسبب إجهاد الطفل لعيونه ولأعصابه بالتحليق في الشاشة لوقت طويل، وكذلك الجلوس الطويل يؤثر في مفاصل الجسم وأربطته ويزيد من احتمال السمنة لقلة الحركة والمشي وتراكم الدهون في الجسم، وكذلك إهمال النظافة والتغذية السليمة وقلة النوم بسبب الاستمرار باللعب لمدة طويلة.
أشكال الضرر
في بحثها القيم المقدم لبيت الحكمة تؤكد الباحثة كريمة شافي جبر على أثر تلك الالعاب الالكترونية بشدة على الأطفال الذين يمارسون ألعابها لفترات طويلة، فبالإضافة الى ما ذكرنا ستجعل الطفل يهمل دروسه ويتسرب من المدرسة، وتؤثر في انتباهه وحتى نطقه عند الكلام بالنسبة للأطفال بعمر 2 -5 سنوات، الى جانب الأضرار الاجتماعيَّة لأنَّ بعض الألعاب تضم أشياءً مخلة بالآداب ومحرمة شرعاً ولا تتفق مع عاداتنا وتقاليدنا. الهدف من البحث هو التعرف على مضار تلك الألعاب من الناحية الجسديَّة والنفسيَّة والصحيَّة والاجتماعيَّة والسبل التي تمكن الأسرة من معالجة آثارها.
الفوائد
والألعاب كما أشرنا في المقدمة سلاح ذو حدين فهي ضارة في كثير من تفاصيلها لكنها لا تخلو من إيجابيات، فلو تم الإشراف على الطفل أثناء اللعب ومساعدته في اختيار نوعية الألعاب وعدم إطالة جلوسه أمام الشاشة فأكيد ستكون الفائدة أكبر من الضرر.
أشكال الألعاب
ويمكن تقسيم تلك الألعاب حسب الباحثة كريمة الى:
أولاً- الصنف الغازي (المحارب – المقاتل) وهدفه التنافس والانتصار مهما كانت الخسائر. ويسعى اللاعبون من خلاله الى تحقيق أهداف محددة سلفاً، بحيث يشعرون بمتعة السيطرة على أحداث اللعبة أو السيطرة على الأحداث الاجتماعية التي تدور حولها أو تتضمنها اللعبة.
ثانياً الصنف الثاني –المدير- ويهدف هذا الصنف الى تطوير مهارات محددة الى درجة الإتقان، كما يتم تطوير أساليب العمليات لدى اللاعبين الى مستوى يجعلهم يواصلون اللعب الى النهاية، وذلك عبر تمكينهم من استخدامهم لمهاراتهم التي أتقنوها سابقاً، والعمل على توظيفها لاحقاً بهدف إتقان مهارات أخرى أكثر عمقاً وشمولاً وتفصيلاً في اللعبة ذاتها.
ثالثاً الصنف المشارك- وفيه يستمتع اللاعبون بالألعاب ذات الصبغة الاجتماعية او المشاركة في العوالم الافتراضية.
رابعاً الصنف الرابع- حيث وجود الأماكن الافتراضية في فضاء الانترنت يجتمع فيها اللاعبون من كل مكان في فضاء تعيش فيه عقولهم وقلوبهم، ولكن لا تسكنه أجسادهم، فهو عالمٌ بلا قيود وليس لجغرافيته حدود. حيث الحياة الافتراضية التي يهرب إليها بعض مرتاديها من حياتهم الحقيقية، وضغوطها اليومية وأحوالهم الجوية. فبينما كانوا بالأمس في بحث عن ترفيه وسعادة ودردشة وعلاقة، تجدهم اليوم قد انهمكوا في عالمهم الافتراضي يلعبون ويتعلمون ويبيعون ويشترون.
لماذا يرغب الطفل بهذه الألعاب؟
أما الأسباب التي تدعو الأطفال لممارسة تلك الألعاب الالكترونية فهي جودة رسوم تلك الألعاب، وأسلوب القصص الممتع المتبع فيها، وكونها على شكل سلسلة متواصلة، وتمت ممارستها من قبل، وطريقة تلفظها للكلمات، كما أنها ألعابٌ للذكاء والإثارة والمتعة والفائدة إذا أحسنت السيطرة عليها من قبل الأهل. كما ترفع مستوى الطفل بالتركيز والملاحظة وتقوي مهاراته وتساعده على التخطيط والابتكار.
ختاماً من الضروري التأكيد على شروط الحماية الأسريَّة لأبنائهم من خلال تحديد وقت اللعب واستخدام الصرامة في ذلك حتى لا يتحول اللعب الى إدمانٍ في سلوك الأطفال، واختيار الألعاب المسموح بممارستها، لا سيما الألعاب التي تنمي الفكر والمهارة والاستيعاب. والتقرب من الطفل وإفهامه من خلال الأدلة أنَّ الألعاب لها وقتها والدروس والواجبات الأخرى لها وقتها أيضاً، إيجاد بدائل عملية للطفل تغنيه عن الألعاب الالكترونية مثل التنزه والرياضة والموسيقى والرسم، ووضع خطة لمنع الطفل من دخول المواقع السيئة في الانترنت خوفاً من الانحراف الاجتماعي والأخلاقي.