«فيسبوك» تطور تكنولوجيا لتحويلنا إلى صور ثلاثيَّة الأبعاد

علوم وتكنلوجيا 2019/09/28
...

الصباح/ وكالات
 
تطور فيسبوك تكنولوجيا لتحويلنا جميعًا إلى صور مجسمة ثلاثية الأبعاد في محاولة منها لجلبنا إلى عالم لم نعرفه إلا من خلال الخيال العلمي. وأكدت شركة التواصل الاجتماعي أنها تطور نظارات واقع معزز يجب أنْ تكون جاهزة في غضون بضع سنوات، وهي نظارات خفيفة الوزن قابلة للارتداء على مدار اليوم تتيح لك الانتقال الفوري إلى أي مكان في العالم.
الخرائط الحية
وأوضحت فيسبوك رؤيتها لعمل قسم مختبرات الواقع (FRL) التابع لها، والذي يعمل على منتجات الواقع الافتراضي والمعزز، إلى جانب الإعلان عن مشروع يسمى الخرائط الحية (Live Maps)، والذي من شأنه أن ينشئ خرائط ثلاثية الأبعاد للعالم.
ويسمح مشروع الخرائط الحية ببناء خريطة افتراضية مشتركة للعالم الحقيقي، وستكون نظارات الواقع المعزز قادرة على الاستفادة من الخرائط، ما يتيح انتقالا فوريا رقميا إلى مكان آخر.
وبدلاً من ذهابك الفعلي إلى موقع تختاره، فإنك ستكون هناك من خلال صورة رمزية واقعية ومجسمة للغاية، وتتمكن الخرائط من البحث ومشاركة المعلومات حول العالم المادي في الوقت الفعلي.
ويوضح مقطع الفيديو حول الخرائط الحية وجود تمثيل افتراضي متعدد الطبقات للعالم الحقيقي بشكل فعال، بالإضافة إلى الصور الرمزية المجسمة المرسومة القادرة على الانتقال من خلال الخرائط التقليدية، وبيانات المصادر الجماعية، واللقطات الملتقطة عبر نظارات الواقع الغامر والهواتف الذكية.
ولا تزال هذه التكنولوجيا بعيدة في المستقبل، لكن فيسبوك تعمل في الوقت الحالي على تطوير نهج للانتقال في الواقع الافتراضي، حيث يمكن للمستخدم الجلوس في مساحة مشتركة مع صورة رمزية متحركة لشخص آخر باستخدام نظارات (Oculus).
 
الأجهزة الذكية
ويتطلب كل هذا من فيسبوك جمع كميات هائلة من البيانات حول المستخدمين والعالم من حولهم، إذ يتم بناء الخرائط بالاعتماد على معلومات مصدرها الأجهزة الذكية للمستخدمين.
وتوضح الشركة أنها ستواصل هذا العمل مع أخذ الخصوصية في عين الاعتبار، والاستعانة بخبراء عالميين للحصول على ردود فعلهم، دون توضيح الجدول الزمني لتوفر الخرائط الحية، والتي قالت: إنها تشكل جسرًا لسد الفجوات المادية والرقمية.
 
إخفاء الإعجابات
بدأت منصة التواصل الاجتماعي الأكبر عالميًا فيسبوك اختبار إخفاء عدد الإعجابات في 27 أيلول بدءًا من أستراليا، بحيث يخفي الاختبار عدد الإعجابات على المنشور، ويعرض فقط أن المنشور حصل على إعجاب صديق وآخرون، بدلاً من عرض الرقم الفعلي على الجمهور.
ويظل كاتب المنشور قادرًا على رؤية هذه المقاييس، لكن لن يتمكن المستخدمون الآخرون من ذلك، وينطبق الاختبار على مشاركات المستخدمين والصفحات، وكذلك الإعلانات عبر فيسبوك.
ويعد الاختبار المحدود مقياسًا لمعرفة ما إذا كانت الميزة يمكن أن تحسن شعور المستخدمين، وفي حال نجاحها، فقد ينتشر الاختبار إلى المزيد من المناطق.
ويأتي هذا الاختبار بعد أن شكلت الإعجابات – على مدار العقد الماضي – هوية فيسبوك الرئيسة، بحيث إذا حصلت منشورات الآخرين على الكثير من الإعجابات، فإنك تشعر بالغيرة، وإذا لم يحصل منشورك على عدد كاف من الإعجابات، فإنك تشعر بالحرج.
 
كبح القلق والاكتئاب
وأكدت فيسبوك في وقت سابق من هذا الشهر أنها تفكر في إخفاء عدد الإعجابات بعد أن اكتشفت باحثة تطبيقات الأجهزة المحمولة، جين مانشون وونج Jane Manchun Wong، الميزة الخفية المدفونة في تطبيق أندرويد للشركة.
وفقًا للنتائج التي توصلت إليها الباحثة، سيظل الأشخاص قادرين على النقر لرؤية القائمة الكاملة للأشخاص الذين أعجبوا بأحد المنشورات، لكن دون عرض عدد مرات الإعجاب في موجز الأخبار.
وتشكل مسألة التخلص من القدرة على رؤية العدد الدقيق من الإعجابات بسرعة تحسنًا صغيرًا يمكن أن يساعد في كبح مشاعر القلق والاكتئاب المرتبطة باستخدام منصات التواصل الاجتماعي.
يذكر أن منصة إنستاغرام – التابعة لفيسبوك – قد بدأت في اختبار إخفاء عدد الإعجابات في شهر نيسان من هذا العام في كندا، في خطوة للمساعدة في تقليل الضغط على المنصة.
وتهدف هذه الاختبارات إلى جعل المستخدمين سعداء بدرجة كافية لمواصلة استخدام فيسبوك وإنستاغرام، لذا، في حال أثبتت الاختبارات نجاحها في إبقاء الأشخاص ينشرون منشورات ويعجبون بها، فمن المحتمل أن يتم نشر الميزة في المزيد من البلدان.
تأجيل ليبرا
قال رئيس المنظمة التي شُكِّلت للإشراف على العملة المشفرة من فيسبوك (ليبرا) Libra: إن إطلاق العملة يمكن أن يؤجل لمعالجة المخاوف التنظيمية التي أُثيرت في جميع أنحاء العالم.
وكانت شركة فيسبوك – التي تملك أكبر شبكة للتواصل الاجتماعي في العالم مع ما يزيد عن 2.4 مليار مستخدم شهري – قد أعلنت عن عملتها المشفرة قبل ثلاثة أشهر، وقالت إنها تعتزم إطلاقها في شهر حزيران 2020، وذلك بالشراكة مع أعضاء آخرين في (جمعية ليبرا) Libra Association التي أنشأتها فيسبوك لإدارة المشروع.
ومع ذلك، فإن محاولة جعل العملات المشفرة 
سائدة قد قوبلت منذ ذلك الحين بالشكوك التنظيمية والسياسية على مستوى العالم، إذ تعهدت 
فرنسا وألمانيا بمنع (ليبرا) من العمل في 
أوروبا.
وقال (برتراند بيريز) – المدير الإداري لـ (جمعية ليبرا) التي تتخذ من مدينة جنيف السويسرية مقرًا لها: إن المناقشات مستمرة مع المنظمين في أوروبا وأماكن أخرى لتهدئة المخاوف. 
وعن تاريخ الإطلاق المقرر في حزيران 2020، قال بيريز: “عندما حددنا التاريخ في حزيران، كان ذلك هو هدفنا”، مضيفًا أن تأخير ربع أو ربعين لن يكون مشكلة.
 
التجارة الإلكترونية
يُشار إلى أن عملة (ليبرا) المشفرة – التي يُعتقد أنها جاءت في محاولة من فيسبوك للتوسع في مجال التجارة الإلكترونية – سوف تُدعم باحتياطي من الأصول في العالم الحقيقي، بما في ذلك الودائع المصرفية والأوراق المالية الحكومية قصيرة الأجل، والتي تشرف عليها الجمعية المؤلفة من 28 عضوًا.
وتهدف هيكلة العملة المشفرة إلى تعزيز الثقة وتحقيق الاستقرار في تقلب الأسعار الذي يصيب العملات المشفرة ويجعلها غير عملية للتجارة والمدفوعات.