سارة السهيل
أدمى قلوبنا مشهد ڤيديو لأب عربي مقيم بالرياض وهو يضرب طفلته الرضيعة ويعذّبها وسط تعالي صراخها وفزعها. هذا المشهد الوحشي الشرير اللاانساني للأسف يتكرر في كثير من البيوت العربية بعيدا عن أعين المجتمع وقد يفضي بالصغار الى الموت.
وتفزعنا الصحف يوميا بوقائع عن تعذيب وحشي بحق الاطفال الصغار سواء على أيدي ذويهم أو جداتهم أو زوجة الاب أو زوج الأم في جرائم مفزعة تقشعر لها الأبدان، بل ان الاعتداء الجسدي بحق الاطفال من جانب اخوالهم او أقاربهم بات ظاهرة متكررة تؤكد افلاسنا الاخلاقي والديني والانساني.
بينما تقف العقوبة القانونية لمعذبي الاطفال عاجزة عن ردع المجرمين ووقف وحشيتهم، فالعقوبة المنتظرة بحق الاب العربي بعد تعذيب طفلته الرضيعة بالسعودية هي السجن لمدة لاتقل عن شهر، ولاتزيد عن سنة، وبغرامة لاتقل عن 5 آلاف ريـال، ولا تزيد على 50 ألف ريـال!!!
والطفلة جنة المصريّة الاقل من خمسة سنوات تلقى حتفها متأثره بتعذيب جدتها بالمستشفى بعد ان بترت ساقيها واصيب جسدها النحيل بالعديد من الحروق في الظهر والحوض و اماكن عدة.
وقد يعاقب الجناة بالمادة 96 من قانون الطفل المصري بغرامة لا تقل عن ألف جنيه ولا تزيد عن 5000 جنيه وحبس ستة أشهر!!!
أما اذا اثبت تشريح جثة الطفلة جنة تعرضها للاغتصاب على ايدي خالها قبل ان تتولى جدتها ازهاق روحها للتستر على جريمة ابنها، فإنّ العقوبة المنتظرة بحسب المحامين هي الاعدام للجدة والابن المغتصب للصغيرة.
وكذلك دفعت الطفلة “رهف” العراقية ابنة الـ 7 سنوات روحها ثمنا لوحشيّة زوجة أبيها بعد أن ضربتها على رأسها بآلة حادة تسببت بنزيف في الدماغ! وقد تقع على زوجة الاب عقوبة الاعدام بتهمة القتل العمد، وقد تعاقب بالسجن 20 عاما بتهمة الضرب المفضي الى الموت؟
اللافت، ان معظم الدول العربية لا تعاقب معذبي الاطفال بعقوبة رادعة الا في حالة واحدة وهي موت الطفل الضحية اذا ثبت للمحكمة نية القصد في القتل، أما باقي جرائم تعذيب الاطفال فتحكمها قوانين تنص على إباحة التأديب شرعا مما يتيح لاولياء الأمور انتهاك حرمة الصغار وتعذيبهم بحجة التأديب، وعقابهم على جرائمهم بحق الصغار بعقوبات مخففة جدا.
وتعذيب الاطفال منتشر في العالم كله، وهو ما وثقه كتاب quot; ألمانيا تعذب أطفالها quot; للبروفيسور ميشائيل تسوكوس، موضحا أن 160 طفلًا يموتون سنويًا بألمانيا نتيجة تعذيب ذويهم، وان أكثر من 200 ألف طفل يتعرّض للتعذيب الشديد والضرب.
الطفلة الالمانية “ياغمور 3 سنوات” أنموذج لعنف الوالدين وعانت من كسور وكدمات وجرى علاجها اكثر من مرة في المستشفيات بينما أفرج القاضي عن الوالدين، وبعد مرور ثلاثة أشهر على اعادتها لوالديها ماتت الطفلة متأثرة بتعذيب وحشي ونزيف داخلي !!!
اؤكد ان المجتمع الدولي مطالب بسن تشريعات عقابية رادعة تقتص من معذبي الاطفال تصادق عليها دول العالم لحماية الطفولة من العذاب الوحشي والموت، دون النظر لمزاعم ان اهالي الاطفال مدمنين او مرضى نفسيين.
أتمنى ان تنشئ بلادنا العربية مؤسسات لفحص أهلية الازواج للانجاب وتربية الصغار ومن لا ينجح لايسمح له بالإنجاب والتربية لانه محتاج يربّي نفسه قبل ان يخرج لنا أجيالا مدمرة نفسيا.