الدور السياسي للمرأة العربية

اسرة ومجتمع 2019/11/03
...

نجاح الجبوري
 
تمثّل المرأة نصف المجتمع لكن الحضارة البشرية عاشت فترات طويلة لا تعي حقيقة دور المرأة ولا تمنحها حقوقها العادلة مقارنة بنصف المجتمع الآخر، مما أثر في مشاركة المرأة في الحياة العامة ومنتوجها 
الحضاري.
وأخص بالذكر المرأة العربية التي عاشت لقرون مضت وهي مغيّبة عن دورها القيادي في القرار السياسي، ولهذا الأمر اسباب عديدة منها اجتماعية ودينية 
وفكرية. وبعد انفتاح العالم العربي على محيطه الإقليمي وظهور النظام الديمقراطي وحقوق الإنسان والمواطنة. أصبح من الممكن أن تشارك المرأة العربية في صنع القرار السياسي
، وذلك بسبب الصراعات السياسية التي تشهدها المنطقة مما يستوجب استنفار كل الطاقات البشرية لارساء الاستقرار
 فيها. لك الدول التي ما زالت تبحث في صراع عنيف عن إمكانية إحلال السلام، والتي يجب أن تكون المرأة بطبيعتها داعية اساسية للأمن والأمان فيها. علما انها هي التي دفعت غاليا ثمن الصراعات السياسية على حساب كرامتها وتفتت اسرتها وفقدانها لإمكانيّة التأثير الفاعل في مجريات الأحداث التي تسهم في تهميشها لا بل بتراجع كبير لدورها في ظل التطرّف والتعصّب 
الفكري..
إنّ إقرار المؤتمر العالمي الرابع للمرأة.. بضرورة مشاركة المرأة في عملية صنع القرار السياسي وتولي المناصب والتزمت بذلك العديد من الدول.. 
لكن ما زال وضع المرأة في المنطقة العربية مقارنة بباقي الدول اقل بكثير من إمكانية الوصول الى المناصب القيادية السياسية والمشاركة في عملية صنع القرا
ر، سواء من زاوية تمثيلها في السلطات الرئيسية الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية.. فإنّ حضورها أو تمثيلها يكون محدودا 
جدا..بناء عليه نحن بحاجة ملحة للتغيير في العديد من المفاهيم للمساهمة في مشاركتها السياسية.. إنّ هذا التغيير مرتبط ارتباطا وثيقا بعملية التحول الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان والمفهوم الصحيح 
للمواطنة..