"بعد ان زاد وزني بشكل واضح، اذ تجاوز المئة كغم شعرت بفقدان السيطرة عليه ولذلك عرض علي الكثير من اقربائي والاصدقاء ان اخضع لعملية قص معدة لكني رفضت بشكل قاطع، وقررت ان اختار طريق الرياضة كي اتمتع بالوزن المثالي والصحة الجيدة، وبالفعل تسلحت بالارادة والعزيمة وبدأت رحلتي الطويلة كي احقق اهدافي المرجوة"

ويشير صاحب احدى القاعات الرياضية ومدرب كمال الاجسام نبيل الزبيدي الى ان الشباب لديهم اقبال كبير على هذه الرياضة لما لها من فوائد متعددة فهي توفر التمارين والتغذية الصحيحة التي من شأنها ان تبني اجساماً صحية تتمتع باللياقة البدنية، وفي القاعات  الخاضعة للترخيص يوجد متخصصون بالتغذية يزودون  اللاعبين بجداول غذائية  بسعرات محددة تساعدهم في انقاص اوزانهم والتمتع بصحة جيدة.

 

رقابة مشددة

يروي ايسر خطواته الاولى في رياضة كمال الاجسام قائلاً:"عندما حاولت ان اضع حلاً لمشكلتي  من دون اللجوء الى عمليات قص المعدة والبالون وغيرها من المصطلحات المتداولة اخترت ممارسة رياضة كمال الاجسام ولكنها هي الاخرى لا تخلو من الخطورة، خصوصاً اذا لم تكن قاعة رياضية خاضعة للقوانين والرقابة الصحية والرياضية".

الزبيدي بين ان هناك قاعات رياضية تعمل لوحدها  من دون اشراف رياضي او طبي، وهنا تكمن الخطورة الكبيرة، اذ من الممكن ان يتعاطى المتدرب ادوية وعقاقير وفيتامينات غير مرخصة طبياً او قانونياً نتيجة الجهل الواضح من قبل صاحب القاعة.

الطبيب الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لفت الى ان هناك عقاقير قد  تؤدي بمستخدميها الى مشكلات  صحية لا تعد ولاتحصى، فلا يخفى على احد تسبب بعضها بحالات عقم للرجال ،فضلاً عن اضطرابات في الكبد .

 

تقارير ودراسات

قديماً عرف كمال الاجسام برياضة الحديد والمصارعين وزاد انتشارها في السبعينيات والثمانينيات بشكل واضح، اذ كانت تتخصص ببناء العضلات والتنمية العضلية وتقف وراء رواج هذه الرياضة اسباب متعددة منها الوقاية من امراض القلب المتعددة، فضلاً عن الحفاظ على ضغط الدم الطبيعي وتقليل السمنة وخفض نسبة الكوليسترول في الدم، كما تحمي هذه الرياضة بحسب التقارير والدراسات من الاصابة بهشاشة العظام والحفاظ على صحة العضلات وقوتها ومرونتها وايضاً المفاصل، و تعزز هذه الرياضة من الصحة النفسية والعقلية وتزيل التوتر والاكتئاب، كما ان  رفع الاثقال والمشي وغيرها من التمارين الرياضية التي يمارسها الرياضيون بامكانها ان تعززالثقة بالنفس والشعور بالارتياح، اذ يقوم الجسم باطلاق هرمون الاندروفين الذي يحسن من المزاج كثيراً ويعالج مشكلة الارق واضطرابات 

النوم.

 

اضطرابات صحيَّة

عانى (ح،ر) منذ بلوغه سن المراهقة من النحافة المفرطة التي جعلته محط سخرية وتندر من قبل زملائه تروي شقيقته الكبرى (س ،ر) حكايته قائلة:" سببت النحافة لشقيقي مشكلات نفسية وعقداً كثيرة حاول القضاء عليها بارتياد احدى القاعات الرياضية عملاً بنصيحة احد اصدقائه، وبالفعل انصاع للامر واخذ يتعاطى فيتامينات ومكملات غذائية اكسبته وزناً واضحاً، لكنه لاحقاً بدأ يعاني من اوجاع بالكلى وفي احد الايام تأزم وضعه بشكل واضح ما استدعى نقله الى المستشفى، اذ اخبرنا الاطباء ان الزيادة المفرطة في تناول المكملات الغذائية سببت لكليتيه مشكلات  في تصفية الادرار، ولذلك منع من استخدامها كي لا تؤدي الى مشكلات خطيرة لاحقاً".

وتتابع حديثها (س، ر):"لم تكن الكلى هي الوحيدة المتأثرة بل تعدى الامر الى مشكلات  بالتنفس ما دفعه الى استشارة اكثر من طبيب مختص بالامر وتعاطيه ادوية مختلفة ولكن  من دون جدوى، اذ بقي يعاني من مشكلات بالتنفس والاختناق".

تبين التقارير الطبية التي نشرت في مواقع الكترونية متعددة ان المكملات الغذائية التي يتناولها الرياضيون التي تحتوي على مادة الكرياتين تسبب مشكلات متعددة في الجهاز الهضمي، فهي تسبب الإسهال واضطرابات في المعدة، إضافة إلى ذلك إذا كان الشخص يعاني من  حساسية اللاكتوز فقد يتعرض للغثيان والاضطرابات المعوية  أو بعض التشنجات عند استخدام البروتينات ذات المصدر الحيواني مثل الواي بروتين،وتلفت التقارير الى ان هناك عدداً من الشركات المصنعة للمكملات الغذائية تجمع بين الكرياتين والكافيين عند تصنيع منتجاتها لكي تزود المستهلك بطاقة أكبر تساعد على زيادة التدريبات في الصالة، ولكن في المقابل الاستخدام المنتظم والمتكرر للمنتجات التي تحتوي على الكافيين يمكن أن يسبب الأرق واضطرابات في النوم ويزيد من خطر جفاف الجسم، كما ان المكونات والمواد الحافظة المستخدمة في المكملات الغذائية يمكن أن تسبب الحساسية لدى بعض الأشخاص، وهذا الأمر قد يؤدي إلى تعرضهم إلى ردود فعل تحسسية قد تهدد حياتهم في بعض الحالات،ومن  تلك الاعراض الصداع والطفح الجلدي وصعوبة التنفس والإسهال.

الزبيدي يؤكد انه لابد ان يحصل صاحب القاعة الرياضية على الترخيص المطلوب كي تكون قاعته تحت اشراف خبراء رياضيين واطباء، تلافياً لاي مشكلة صحية قد يتعرض لها المتدرب اثناء فترة التدريب، ولكن هذا الامر لا يطبقه الكثير من اصحاب القاعات الرياضية.

 

العلاج الطبيعي

تعرض العشريني وسام كامل الى حادث انزلاق ادى الى تضرر فقراته القطنية وبالتالي اثر في عموده الفقري بشكل واضح، ويقول وسام بصوت مفعم بالامل:"في بداية الامر عندما تعرضت الى ذلك الحادث كنت اعاني من آلام مبرحة، اذ وصل الحال بي الى صعوبة الوقوف او المشي، ولكن طبيبي المعالج نصحني باللجوء الى العلاج الطبيعي الذي بالفعل افادني بشكل كبير، اذ بدأت استعيد عافيتي شيئاً فشيئاً فقد كنت تحت اشراف كادر متخصص في احدى القاعات الرياضية ".

المتخصص بالعلاج الطبيعي يوسف رزاق اشار الى ان هناك حوادث تؤثر بشكل كبير في الظهر ولكن من الممكن علاجها او على اقل تقدير تقليل الالم لدى المريض ومنها تمارين الحركة و التقوية،وتخفيف الألم وايضاً يجب الأخذ بعين الاعتبار ان الأجسام تختلف باستجابتها للعلاج، يضاف الى العلاجات السابقة تلك التي تركز على العمود الفقري وتعالج مشاكل المفاصل والعظام والعضلات وتتم يدوياً.

بينما يرى المعالج الطبيعي والكابتن الرياضي مصطفى الزبيدي ان هناك اصابات من الممكن علاجها بالتمارين والتدريبات، اذ يمكن ان يتحقق الشفاء بشكل كامل، والمتدرب قد يتعرض الى اصابات نتيجة الوزن الزائد الذي يقوم بحمله اثناء التدريب، هناك حالات تعرف بالسحب العضلي او الكسور او التمزق.

 

البحث عن الكمال

الكثير من الشباب يبحثون عن الكمال والتناسق في الجسم بشكل مستمر، الباحث بالشؤون الاجتماعية والاكاديمي الدكتور ولي الخفاجي بين ان هناك الكثير من الشباب يمارسون رياضة كمال الاجسام وبناء العضلات والملاكمة وغيرها من الرياضات بهدف الحصول على قوام متكامل، ما يساعدهم في لفت نظر الجنس الاخر ومحاكاة الثقافة المجتمعية التي تشجع الشباب على اخذ دور المبادرة والبطولة، والكثير من هؤلاء، لاسيما المراهقون يجدون ان تحقيق هذه النظرية يتم ببناء الجسم 

والعضلات. لكن في الوقت نفسه حذر الخفاجي من خطورة تناول العقاقير والمكملات الغذائية  من دون استشارة طبية او تحت اشراف متخصصين، لذلك لابد من ان تأخذ وسائل الاعلام دورها في توعية وتثقيف الشباب بهذه الامور الخطيرة.