التلفزيون الوطني يمثّل إعلام الدولة.. في كل مكان وزمان، له تأثير في المتلقي.. مسلم به تقريباً، من حيث نشر ثقافة التسامح الديني والتعايش السلمي ومحاربة التطرف، وتشكيل الوعي ونشر المعلومات الموثوقة بين الناس؛ على اعتبار ان الإعلام الرسمي مجرد من أهواء وميول الافراد والاحزاب.. خالصاً للدولة بشعبها وأرضها وسيادتها الكاملة.. غير المثلومة، وتلك أولى أولويات 

الاعلام.

قالت الصحفية والكاتبة المصرية نورا نور الدين، إن: «دور التلفزيون الوطني هو لم شمل الطوائف المختلفة، حول ما يجمعنا كلنا.. من دون تمييز.. وهو «الإنسانية» بمعناها الامثل والاعم والاشمل.. كلما اقتربنا ناحية ما يجمعنا كبشر من مشاعر وأهداف وتطلعات مشتركة، كلما بعدنا عن ما يفرقنا من خلافات، بالفن والأدب والرياضة والعلم، نستطيع تفريغ شحنات الغضب المتراكمة من كثرة عرض مشاهد الحروب ونشرات الأخبار والبرامج الخطابية المباشرة.. المستفزة، التي تبعث الغيظ تبادلاً بين الفئات الأثنية والمكونات الاجتماعية.. تنقلها قسراً من التباين الجميل، الى الخلاف المدمر» مشيرة الى: «أن الاستغراق في عرض وتحليل القضايا الطائفية ومناقشة الخلافات السياسية عبر وسائل الإعلام ومنها التلفزيون جاء بنتيجة عكسية حيث قدم للجمهور أطرافاً تتناقش وتتجادل وتختلف مع بعضها طوال الوقت من دون هدف ولا نتيجة أو أمل في الاتفاق، بل يحتكم أفراد الى مصالحهم الشخصية، في طرح أنفسهم بدلاء ممثلين لفئة دينية او عرقية ما.. ربما لا ينتسبون إليها، لكن مصالحهم النفعية تستلزم تأليبها 

ضد الآخرين، لتدعيم وضعهم الشخصي، وترسيخ نفوذهم.. تجذراً في موروث مفتعل.. لا صحة له» مقترحة: «ربما كان الحل أن نصمت قليلاً عن تذكير الناس بخلافاتهم، ونتحدث كثيراً بدلاً من ذلك عن كل ما يذكرهم بانسانيتهم.. كفيلم كوميدي.. مسابقة علمية.. مسلسل اجتماعي، 

فلنبدأ بتسمية أنفسنا كمجتمعات متحضرة، ونركز على ذكر صفاتنا الجيدة ولنتجاهل الإشارة عمداً لمواطن الخلاف الطائفي، ونقدم برامج وأعمالاً درامية وفنية ثقافية تعرض 

صورة جديدة براقة لشعوب موحدة متسامحة».

فيما تؤكد الصحفية اللبنانية باسمة عيسى: «لطالما كان اعلام الدولة الركيزة الأساس في نشر روح التقارب 

بين الطوائف والأديان» مبينة: «لا يخفى على أحد أهمية تسليط الضوء في مناسبات دينية مختلفة وإظهار صورة البلد الواحد.. ومن شأن ذلك أن يضفي احساساً بالحب والدفء 

والتماسك والوحدة التي تحتاجها شعوبنا في كل زمان ومكان خاصة في هذه المرحلة».