{التربية} تبدي استعداداتها لاستكمال العام الدراسي الحالي

ريبورتاج 2020/01/25
...

بغداد/ رلى واثق

بعد الإرباك والفوضى التي عمّت البلاد خلال الثلاثة اشهر الماضية، من ضمنها قطاعا التربية والتعليم في محافظات الوسط والجنوب إضافة إلى العاصمة بغداد، اتخذت وزارة التربية عدة إجراءات لتنظيم العملية التربوية وضمان عدم ضياع السنة الدراسية عليهم، إلّا أن هناك معوقاتٍ تواجه الطرفين، الوزارة من جهة والكادر التدريسي والطلبة من جهة أخرى.

معاناة طلبة
تقول طالبة الإعدادية سما صبيح:
"مرّت البلاد خلال الأشهر الماضية بظروف صعبة جدا حالت بيننا وبين مقاعد الدراسة، الأمر الذي اضطرنا لعدم استكمال المناهج الدراسية المقررة، هذا ونحن ندرس ضمن نظام الكورسات، ولذلك نطالب الوزارة بتقليص المواد الدراسية، التي نعاني صعوبتها بالظروف الاعتيادية".
أمّا منال محمد، والدة تلميذينِ في المدرسة فتقول:
"نعاني من صعوبة المواد الدراسية بشكل لا ينسجم مع عقلية الأطفال، فعلى الرغم من صغر سنهم إلّا أنهم يقضون اليوم في الدراسة من دون التمتع بالراحة لمسايرة المناهج الدراسية التي باتت عبئا على التلميذ وولي الأمر، و على الرغم من هذه الظروف العصيبة وترك مقاعد الدراسة، إلّا أن بعض المدارس، ومن ضمنهم مدرسة أولادي، مستمرة بالدراسة وبسرعة كبيرة، حتى أن بعضها قد تجاوز المنهج المقرر لنصف السنة".
في الوقت الذي ترى فرح مصطفى، أُمّ لثلاثة طلاب في المدرسة:
"أنا مع إلغاء امتحانات نصف السنة فهي تشكل عبئا كبيرا على الطلبة وأولياء الأمور، فالمواد مكثفة وبمثابة ماكنة لاستهلاك عقل الطلبة، حتى إنها تسببت بكرههم المدرسةَ، نحن بحاجة إلى إيجاد طرق عملية وأكثر مرونة خلال العام الحالي مراعاة لظروف الطلبة".
إلى ذلك تقول المدرّسة عذراء عباس:
"واجهنا عقبات في العام الدراسي الحالي حالت دون إكمال المنهج المقرر ضمن الخطة السنوية، والمواد الدراسية صعبة بحاجة إلى متابعة وتواصل بين الطالب والمدرس لإيصالها بسهولة، إلّا أن الطالبات لم ينتظمن بالدوام بشكل يتيح لنا الاسترسال بالمنهج، الأمر الذي دعا الى تخوفنا من خوض امتحانات نصف السنة على الدرجات التي سيحصلون عليها وفق هذه الظروف والمناهج".
 
عطلة نصف السنة
المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية، حيدر فاروق عبد القادر يبين:
"تابعت الوزارة عن طريق جهاز الإشراف التربوي انتظام الدوام في المدارس، ورغبة جدية من قبل الطلبة لاستكمال المنهج المقرر للفصل الأول استعدادا لامتحانات نصف السنة".
 وتابع عبد القادر: "تثمينا لانتظام الطلبة في الدوام فقد قررت الوزارة منحهم عطلة نصف السنة ليكون موعد العودة لمقاعد الدراسة واستكمال العام الدراسي في الأول من آذار المقبل، هذا وإن الوزارة في اجتماعات دورية لبحث أي طارئ ممكن أن يحدث ويعيق سير الدراسة للعام الدراسي الحالي".
ويردف عبد القادر: "الوزارة على أتمّ الاستعداد لإجراء امتحانات نصف السنة للعام الدراسي الحالي، بعد أن وجهت المدارس لتذليل العقبات واتخاذ جميع السبل التي تضمن استكمال المناهج المقررة للطلبة، داعية الأخيرة إلى الجدية والالتزام لإتمام العام الدراسي والحفاظ على مستقبلهم فهم بناة الوطن، وهم الخاسر الأكبر من ضياع العام الدراسي".
 
تأمين المدارس
نقيب المعلمين عباس السوداني يقول:
"النقابة سبق لها أن طالبت بحقوقها طيلة المدة الماضية، لكن الحكومة لم تستجب في حينها ممّا حدا بها الى إعلان إضراب على مدى ثمانية أيام، ومن ثم انهائه للعودة الى مقاعد الدراسة، والتأكيد على تعويض ما فات من الدروس، مبيناً أن الاضراب كان موجها الى المعلمين والمدرسين وملاكات النقابة من دون المساس بالطلبة".
وبين: "إن التظاهرات هي قضية تخصّ الشارع لا نقابة المعلمين، مشيراً إلى أن الملاكات التربوية قد عادت الى الانتظام بالدوام، إلّا أن هنالك بعض المعترضين على الاستمرار بالدوام، في بعض المحافظات، وهذا الموضوع يقع على عاتق القوات الأمنية، لا لاسيّما أن النقابة طالبت أكثر من مرة بضرورة حماية المدارس والكوادر التربوية والطلبة الأعزاء من التهديدات والأساليب التي تمارس ضد المستمرين بالدوام".
ورفض السوداني تحميل مسؤولية عدم الانتظام بالدوام، في المدارس، الى نقابة المعلمين بقوله:
"إن بعض الإدارات المدرسية قررت ترك الحرية للتلاميذ والطلبة في الدوام داخل الصف الدراسي أو خارج إطار المدرسة للتظاهر والامتثال للدعوات التي صدرت عن ساحات التظاهر، بعيداً عن استخدام القوة والعنف ضد هؤلاء الذين امتنعوا عن الدخول الى المدارس".
ويوضح: "النقابة تسعى إلى عودة الدوام بشكل منتظم خلال المرحلة المقبلة مع التوكيد على رغبة الطلبة في المشاركة بالتظاهرات بعد الدوام الرسمي، مستدركاً بأن الطلبة بحاجة الى تأمين مدارسهم من الذين يمنعون ذلك وهذا يحتاج الى توفير المزيد من الأمن في المدارس لهم وللملاك التربوي حتى يتمكنوا من العودة إلى مدارسهم". 
 
إهمال التعليم
عضو مفوضية حقوق الإنسان علي البياتي يتأسف بقوله:
" للأسف الشديد ما يحدث اليوم هو جزء من إهمال ملف التعليم في العراق، فلم تهتم المؤسسات التعليمية في العراق، بمراحلها كافة، ببناء شخصية الطالب وبخلق علاقة خاصة بينه و بين المعلم، والمؤسسة مبنية على أساس الاحترام وفهم دور العلم والمعلم".
ويسترسل: " تبع ذلك ملف الاعتداء على الطلبة المعتصمين والمتظاهرين والمضربين ودخول مجاميع مجهولة (ومدعومة) تحرّض، بشكل ممنهج على الإضراب، بل تجبر على ذلك بالاعتداء على الطلبة المعترضين والكادر التعليمي والمؤسسات التعليمية، وأمام هذا وذاك لم نر موقف الحكومة إلّا ما بين مستخدم للعنف بشكل مفرط أو ساكت تماما عمّا يحدث، وهذا جميعه يمثل انتهاكا لحقوق الطلبة وحرمة التعليم". 
 
عقبات ومشكلات
معاون محافظ بغداد صبار المساري يؤكد: "إن محافظ بغداد سبق وأن اجتمع مع السادة المدراء العامّين للتربية، في العاصمة بغداد، لوضع حلول ومقترحات لاستقرار الدوام المدرسي في بعض المناطق التي تعاني من عدم انتظامه منذ تشرين الأول من العام الماضي ولغاية 
الآن".
وتابع: " إن المجتمعين أكّدوا على ضرورة إبعاد الطلبة عن كل ما يحصل من أحداث في البلد وضرورة انتظامهم بالدوام وتركيزهم بالدروس، وتأمين الحماية الكافية من قبل القوات الأمنية لجميع المؤسسات التربوية ليكون الموظفون والطلبة مطمئنين أكثر على استكمال الدروس المقررة ضمن الوقت المخصص لكل دوام مدرسي، مؤكداً أن مثل هذه المقترحات وغيرها حملها المدراء العامّون لتوجيهها في تعليمات الى المدارس".
وبيّن المساري: " هنالك مشكلة أخرى ظهرت بعد خروج التظاهرات، وهي قرب عدد من المدارس من أماكن وساحات التظاهر ممّا أدّى إلى نقل موقعها الى مكان آخر ليبدأ الدوام فيها بشكل منتظم، إلّا ان مشكلة أخرى واجهت طلبتها وهي أن بعضهم من سكنة الصوب الآخر من العاصمة وصعوبة وصولهم الى الجانب الآخر بسبب قطع الجسور وبعض الطرق المؤدّية الى تلك المدارس التي لم تحلّ حتى 
الآن".