استراليا/ وكالات
تحول الطفل الأسترالي كوادن (9 سنوات) من ضحية يتمنى الموت إلى نجم عالمي، فبعد نشر والدته مقطعا مصورا له وهو يبكي بسبب تنمر أصدقائه عليه لإصابته بالتقزم نال تعاطفا عالميا أحال حزنه إلى سعادة بالغة.
ونشرت ياركا بايلز مقطعا قصيرا على فيسبوك يظهر فيه كوادن وهو يبكي بألم أثناء عودته من المدرسة بعد أن سخر أحدهم منه، وكان يقول "أتمنى لو أن أحدهم يقتلني، أو يعطيني حبلا كي أقتل نفسي.. أريد أن أموت، أنت لم تفعلي أي شيء لمساعدتي".
ومن وراء كاميرا الهاتف كانت والدته تتحدث عن معاناة العائلة بأسرها من التنمر، وتطالب الأهالي بتثقيف أطفالهم ليفهموا خطورة هذا السلوك المدمر.
وأضافت الأم أن طفلها اعتاد أن يعبر عن رغبته في الموت منذ سن السادسة بسبب التنمر، مؤكدة أنها تشعر بالفشل لوقوفها عاجزة أمام ما يتعرض له من إهانة كل يوم. وخلال فترة قصيرة حظي الفيديو بملايين المشاهدات، وما زال يحظى بانتشار هائل على مواقع التواصل الاجتماعي، كما اهتمت به كبرى وسائل الإعلام في أستراليا وحول العالم.
وسرعان ما انهالت رسائل التضامن على كوادن، لتتحول إلى موجة عالمية من التعاطف تحت وسم "كلنا معك كوادن"، كما تصدر وسم "أوقفوا التنمر" بالإنجليزية لائحة التداول في أستراليا.
ولتكتمل سعادة الطفل الأسترالي انضم العديد من المشاهير إلى موجة التعاطف، وأرسلوا رسائل مصورة بالفيديو إليه مؤكدين حبهم الكبير له، ومنهم نجم هوليود الأسترالي هيو جاكمان والممثل الأميركي جيفري دين مورغان والممثلة جيليان باربيري.
أما الممثل الكوميدي براد وليامز -الذي يعاني من حالة تقزم مشابهة منذ طفولته- فلم يكتف بالتعاطف والتوعية بخطر التنمر، بل أطلق حملة لجمع التبرعات من أجل حجز رحلة لكوادن كي يزور مدينة "ديزني لاند" الترفيهية في الولايات المتحدة، وسرعان ما جنى أكثر من مئتي ألف دولار.
بدوره، وصف إريك ترامب نجل الرئيس الأميركي الفيديو بأنه "محزن للغاية"، كما انضم نجم كرة السلة إنيس كانتر إلى موجة التغريد، ودعا العائلة إلى اللعب معه.
ولم يقف لاعبو رياضة "الرغبي" -التي تعد اللعبة الأكثر شعبية في أستراليا- مكتوفي الأيدي، حيث تسابقت الفرق الوطنية للتعبير عن حبها لكوادن، وقدمت له دعوات لحضور مبارياتها، كما دعاه الاتحاد الوطني للرغبي إلى قيادة مباراة نهاية الأسبوع.
وبعد كل هذا الاحتفاء ظهر كوادن مع والدته في تقارير تلفزيونية عدة وهو يعبر عن امتنانه وسعادته، حتى وصفت بعض وسائل الإعلام هذا اليوم بأنه أسعد يوم في حياة هذا الطفل الذي كان يصرخ باكيا "أريد أن أموت".