{6 أكتـوبـر} تفــتــح قـلـبــهــا للـعـراقيين

اسرة ومجتمع 2020/02/28
...

القاهرة/ شكران الفتلاوي
حالما تحطّ الرحال في مدينة 6 اكتوبر جنوبي القاهرة نحو 40 كيلومترا، حتى يخامرك شعور أنّك في رحاب مدينة تجمع كلّ العرب وخصوصاً العراقيين والسوريين، فنجد مرتادي مطاعم المدينة يحملون هويات متعددة من الوافدين اليها فضلاً عن زحامهم اليومي بالمقاهي الرابضة في اركانها، وخصوصا تلك التي تقع قبالة جامع الحصري الشهير، والتي تعجّ بالعرب لا سيما الطلبة الذين اختاروا جامعة اكتوبر الرصينة مطلبا لتحصيلهم الأكاديمي.  المعروف أن رخص السكن دفع الى تواجد هذه الأعداد الغفيرة من الوافدين العراقيين وغيرهم، ما جعل 6 اكتوبر بنكهة المدن التي تسلل منها المواطنون، مثل بغداد ودمشق وحلب وغيرها.
ابو محمد صاحب مطعم عراقي رجل ستيني وقد لون الابيض مفرق شعره، رمقنا بنظرة حانية يقول: إنّ "العراقيين كانوا هنا بكثرة وبقيت فقط أعدادٌ من الطلاب وبعض الاسر الذين ينتظرون تخرج ابنائهم ليعودوا أدراجهم إلى الوطن"، لافتا أنّ "الشيء الجميل أنّ غالبية الزبائن ليسوا فقط من العراقيين، بل هناك المصريون والسوريون وغيرهم يتذوقون الأكل العراقي وخصوصًا الكباب والتكة والتبسي والقوزي".
الحاج محمد المصري رحّب بنا بلهجة مصرية جميلة قائلا: إنّ "مصر بلاد العرب، لم نشعر اطلاقاً ان العراقيين والعرب من الغرباء". مضيفاً "مصر وكل العرب شعب واحد واهلاً ومرحبا بالجميع".
في حين كشفت الفتاة العراقية حوراء، الطالبة في كلية الصيدلة انها لن تتبرّم عن محبّتها لبغداد إذ كانت تسكن، رغم تعلقها بهذه المدينة الحديثة التي أمضت فيها قرابة 8 أعوام حينما جاءت مع أهلها لتسكن في احد أحيائها، مطلقة شهقة حنين عالية الى بغداد قائلة: "بغداد تسكن معنا في البيت والشارع وفي جميع تفاصيل حياتنا". 
مبيّنة أن "المصريين يحبون العراقيين بشكل خاص نظراً لما سمعوه من اهلهم وأقربائهم كيف ان العراق احتضن الملايين منهم في ثمانينيات القرن المنصرم، وهذا مدعاة للصبر والتأقلم ريثما ننهي دراستنا ونعود الى احضان الوطن".
منوهة أنّ "المدينة تضجّ بالطلبة العرب في جامعتها الكبيرة، وتضم العديد من المولات التي نقضي فيها أوقات الفراغ".
تركنا اكتوبر ونحن نرى صبية وفتيات من جنسيات عديدة يمرحون ويزدحمون في شارعها الرئيس الذي يتربّع جامع الحصري الكبير على احدى ناصيتيه، والذي يضجّ بالمحال والمقاهي، ذلك الشارع الذي يعدّ أيقونة اكتوبر وأحد أكبر ملامحها الشهيرة، وكأنّ هؤلاء السكان في بلادهم بالفعل، حينها فقط راودنا شعور أن مصر أرض العرب وشعبها الطيب لا يمكن ان ينسى مهما سرق الزمن من أعمارنا.