بغداد/ بشير خزعل
تحاول شركات الأدوية العالمية والمحلية انتاج الأدوية التي تساعد في علاج الفيروس الوبائي الذي اجتاح العالم خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، وعلى رغم أنّ الصناعة الوطنية للأدوية لا تغطّي سوى 20 بالمئة من الاحتياج المحلّي بسبب الاعتماد على معمل أدوية وحيد من دون توسيعه، أو فتح فروع أخرى في محافظات البلاد، أو على الأقل توسيع طاقته الانتاجية، مع تزايد الطلب على أنواع الأدوية المختلفة. معمل أدوية سامراء الذي تأسس في العام 1959 يعدّ من أكبر المعامل المختصة بصناعة الأدوية في البلاد، وينتج أنوعا متعددة من العلاجات تضاهي في جودتها ماركات عالمية رصينة.
علاجات لكورونا
عبد الحميد عبد الرحمن، مدير عام معمل أدوية سامراء، أكد إمكانية صناعة العلاجات المعتمدة من وزارة الصحة للمصابين بفيروس كورونا، خاصة بعد وصول المواد الأولية التي تدخل في صناعة هذه العلاجات، وبعد أن أعلنت وكالة الغذاء الأميركية أنّ دواء الهيدوركسيكلوركين الخاص بعلاج الملاريا والازيثرومايسين المضادّ الحيوي يساعدان في العلاج من الفيروس. وبيّن عبد الرحمن أنّ الشركة تنتج (الازيثرومايسين) وتم انتاج وجبة تجريبية وبانتظار جلب المواد الأولية لصناعة وجبات كبيرة تغطي جزءاً من حاجة البلاد.
أمّا ما يخص دواء الهدروركسيكلوركين فلدينا الملف لكامل لانتاجه وأيضا ننتظر وصول المادة الفعالة في صناعته، وحاليا ما يعيق وصول المواد الاولية هو أنّ المطارات مغلقة ولذلك نقوم بالتنسيق مع خلية الأزمة لجلب المواد الأولية، مع بداية الشهر الحالي وتسليم المنتج إلى وزراة الصحة ليتسنى للمؤسسات الصحية استخدامه في علاج المصابين.
مصابون
في مناطق مختلفة من بغداد تسعى العيادات الطبية والمستشفيات إلى تكثيف جهود الفحوصات الأولية وأخذ العينات للمشتبه بإصاباتهم بفيروس كورونا، لا سيّما أنّ بعضهم أصبح يشكّ من أيّة أعراض للانفلونزا الاعتيادية بسبب تشابه الأعراض. يقول أخصائي أمراض الباطنية الطبيب خليل إبراهيم: في بداية المرحلة الأولى لانتشار الفيروس كان بعضهم يشعر بالحرج مع قناعة بعدم وجود علاج ما دام أنّ جائحة كورونا قد انهكت دولا متطورة صحيّاً
وعلميّاً.
لكن بعد أن سمع الناس أن الفيروس يمكن أن يُهزَم بطرق الوقاية والمناعة الجيدة وبعض الأدوية المساعدة مثل الازيثرومايسين والهيدروكسيكلوركين وعلاجات أخرى، تمّ استخدامها في المستشفيات العراقية، أفصح الكثيرون عن رغبتهم بإجراء فحوصات مختبرية بسبب ظهور بعض الأعراض الخاصة بالفيروس، مع وجود آخرين لم يبلّغوا عن إصاباتهم. ولكن الفرق الصحّيّة تتحرى عن أيّ مصاب، وتحاول عزله عن المحيط العائلي والمناطقي حتى لا يتسبب بانتشار العدوى بشكل كبير وغير مسيطر عليه.
وأضاف إبراهيم: "مبادرة معمل أدوية سامراء بانتاج العلاجات الطبّية المثبّطة لهذا الفيروس ستساعد كثيرا في توفير العلاج وسهولة الحصول عليه لمواجهة أيّة احتمالات غير متوقعة بزيادة عدد الإصابات، وحتى لا نعتمد على استيراد الأدوية بشكل أساس، خصوصا مع تفشّي الوباء وحاجة أغلب دول العالم لهذه العلاجات".
إجراءات
مصدر في وزارة الصحّة والبيئة بيّن أنّ الوزارة اتّخذت عدة إجراءات تهدف إلى دعم وتعظيم الصناعة الدوائية، شملت منع استيراد 23 مادة دوائية من خارج البلاد، كونها تنتج محليا لا سيّما أنّ هذا الإجراء يعطي فرصة لترويج المنتج المحلي داخل البلاد، إذ أرسلت الوزارة تعميما إلى المنافذ الحكومية لمنع دخول تلك الأدوية إلى البلاد، ما عدا الموادّ الضرورية التي تدخل في صناعة بعض الأدوية
محليا. وبينما تعمل الوزارة على دعم الاستثمار في قطاع إنتاج الأدوية من أجل تأمين عدد من الأصناف
محليا.
إكدت أنّ الانتاج المحلي في الوقت الحاضر لا يسدّ حاجة البلاد، وأنّ الأدوية المستوردة تنافس الإنتاج الوطني مقابل عزوف عن نظيرتها المحلية، كما أنّ الصناعة المحلية من الأدوية لا تغطي سوى 20 بالمئة من الاحتياج المحلي لأنّ الاعتماد على معمل أدوية سامراء فقط، من دون توسيعه أو فتح فروع أخرى في محافظات البلاد أو على الأقل توسيع طاقته الانتاجية، ومع تفشي جائحة أزمة كورونا في العالم ووصوله العراق، تجري جهود حثيثة لصناعة العلاجات المثبّطة لهذا الفيروس في معمل أدوية سامراء الذي يمتلك خبرة طويلة وكبيرة في صناعة أصناف متنوعة من الأدوية المهمّة والعلاجات
واللقاحات.