تزامنا مع تطبيق حظر التجوال الجزئي اليوم الثلاثاء، أطلقت الدوائر الصحية في بغداد حملة كبرى للكشف المبكر عن إصابات كورونا خصوصا في المناطق المكتظة والعشوائيات، وفي وقت ابتكر فيه أستاذ متقاعد في صلاح الدين جهاز إنعاش رئوي واطئ الكلفة لإنقاذ المصابين بالفيروس، وصلت إلى مطار بغداد دفعة ثالثة من المساعدات الصينية محملة بمختلف مستلزمات واجهزة مكافحة الفيروس، بينما أكدت دوائر صحية تحقيق نتائج إيجابية بعلاج النسبة الأكبر من المصابين بكورونا.
وقال مدير صحة الكرخ الدكتور جاسب لطيف الحجامي لمراسلة "الصباح" شذى الجنابي، ان الدائرة أطلقت حملة مسح ميداني كبرى شاركت فيها أكثر من 100 فرقة صحية وطبية من جميع قطاعات الرعاية الصحية الأولية للكشف عن المصابين بكورونا في جميع مناطق الكرخ من بغداد.

وأضاف أن الحملة تستمر لمدة 10 ايام، وهناك أكثر من 40 فرقة تطوعية أخرى يشاركون زملاءهم من فرق الدائرة بتنفيذها، فضلا عن مشاركة مدراء القطاعات الصحية. واوضح الحجامي ان الحملة جاءت بعد تسجيل إصابات جديدة بالفيروس بمنطقتي شعلة الصدرين والتاجي، من أجل القيام بعمليات المسح لذوي المصابين والسكان القريبين من محل سكناهم، وتفقد الملامسين لهم والقيام بعمليات تعفير المناطق. 

اما مديرة قسم الامور الفنية في صحة الكرخ الصيدلانية خلود كريم، فقد أكدت لـ"الصباح" الاستمرار بأخذ التحاليل الاستقصائية للمسافرين الوافدين الى مطار بغداد للكشف عن المصابين بكورونا. وفي الشأن نفسه، أفاد مدير صحة الرصافة الدكتور عبد الغني الساعدي لـ"الصباح" بإطلاق عمليات الرصد الاستباقي الفعال للبحث عن اصابات الفيروس في المناطق المكتظة بالسكان، والعشوائيات المحيطة بها من قبل فرق طبية وصحية.

ولفت الى سحب النماذج المختبرية من العينات لعدد من الحالات المشتبه بإصابتها وارسلت الى المختبرات، مبينا ان الهدف من تلك الحملات هو رصد الاصابات استباقيا قبل نقل العدوى للآخرين والسيطرة على الفيروس ومن ثم القضاء عليه. وتابع ان صحة الرصافة تواصل عمليات الرصد الوبائي لجميع مناطق الرصافة وتواكب الاجراءات الاحترازية وفق لوائح منظمة الصحة العالمية وتعليمات خلية الازمة في الوزارة.

 

صنع جهاز إنعاش واطئ الكلفة

وفي صلاح الدين، قام احد اساتذة المدرسة المهنية في المحافظة بصنع جهاز انعاش رئوي واطئ الكلفة.

وذكر رئيس قسم في اعدادية تكريت المهنية سابقا ومتقاعد حاليا، سلام جابر لمراسل "الصباح" انه نظرا للحاجة الملحة لأجهزة الانعاش الرئوي لإنقاذ المصابين بالفيروس، قمت بصناعة جهاز انعاش رئوي واطئ الكلفة بمبلغ يصل إلى 300 دولار، بينما تتجاوز كلفة اجهزة الانعاش الرئوي المستوردة 35 الف دولار للجهاز الواحد، إذ ينحصر استخدامه قبل ظهور كورونا على العمليات الجراحية، اما في الوقت الحالي فان 90 بالمئة من كبار السن المصابين بالفيروس يحتاجون الى هذا الجهاز. 

وبين ان الجهاز يقوم بـ 90 بالمئة من العمليات التي تنفذها الاجهزة المستوردة، إذ تمت صناعة نموذج اولي للجهاز وسيخضع لعمليات التطوير المستمر وفق متطلبات العمل ورأي الخبراء والأطباء والاتصال مع الجهات المعنية لفحص الجهاز وإبداء رأيهم، وبعد الأخذ بالرأي يصار الى عملية انتاجه بشكل موسع.

وأشار إلى القيام باستشارة بعض الاطباء الاختصاص بشأن بعض المصطلحات التي تستخدم في الانعاش الرئوي، وتم إيضاحها بشكل مناسب وتضمينها خلال برنامج العمل. 

 

دفعة ثالثة من المساعدات الصينية

ووصلت دفعة ثالثة من المساعدات الطبية الصينية، رافقها عدد من الخبراء الصينيين الى مطار بغداد الدولي صباح امس، وتضمنت اجهزة تنفس اصطناعي ومستلزمات حماية شخصية للملاكات الصحية وكمامات ولوازم طبية ومواد علاجية، فضلا عن مستلزمات واجهزة فحص مختبرية للمصابين بالوباء.

 

افتتاح مختبرات

وفي كربلاء، ذكر المحافظ نصيف جاسم الخطابي لمراسل "الصباح" علي لفته، خلال افتتاح مختبرات الفحص المبكر لكورونا، ان ما تحقق في كربلاء من زيادة المتعافين بالفيروس مقابل المصابين وعدم ظهور اصابات جديدة جاء بتكاتف الجميع.

 واضاف ان ما تحقق في عمليات الشفاء وصلت نسبته الى أكثر من 85 بالمئة، مشيرا إلى ان افتتاح مختبرات لتشخيص الإصابات بكورونا سيسهم بسرعة ظهور نتائج التحاليل وزيادة أعداد عمليات الفحص.

 

8 أيام بلا إصابات

وفي كركوك، قال مسؤول الاعلام والاتصال الحكومي في المحافظة مروان العاني لمراسلة "الصباح" ان المحافظة لم تسجل اي اصابة جديدة بفيروس كورونا منذ ثمانية ايام، موضحا ان الموقف الوبائي الحالي هو ٩ اصابات حالتها مستقرة في مركز التدبير الوبائي، مع 20 حالة شفاء وحالتي وفاة، والعدد الكلي يبلغ 31 اصابة، بينما هناك 48 شخصا في مركز الحجر الصحي بانتظار انتهاء مدة حجرهم واخراجهم الى بيوتهم بعد ثبوت سلامة فحوصاتهم.

وأشار إلى قيام صحة كركوك تنفيذ اجراءات الرصد الفعال للمناطق التي سجلت فيها اصابات كورونا من خلال اخذ نماذج مختبرية عشوائية لعدد من الأشخاص وأصحاب المحال التجارية القريبة من بيوت المصابين والملامسين بهدف السيطرة على انتشار المرض.

 

تطبيق حظر التجوال الجزئي

وفي هذا السياق، قال محافظ واسط الدكتور محمد جميل المياحي لمراسل "الصباح" حسن شهيد العزاوي، ان الادارة المحلية باشرت منذ فجر اليوم الثلاثاء تحويل حظر التجوال الكلي الى جزئي في عموم مناطق المحافظة، ويشمل فتح الشوارع الرئيسة منذ الساعة السادسة صباحا ولغاية الخامسة عصرا، مع التشديد على اغلاق جميع منافذ المحافظة وعدم السماح بدخول المسافرين أو خروجهم عبر السيطرات الرئيسة، وفرض غرامات مرورية مضاعفة بحق المخالفين، واستمرار اغلاق الدوائر ومنطقة الاسواق التجارية، ومنع التجمهر واقامة التجمعات.

واوضح أن الخلية قررت السماح لاصحاب المهن اليومية والمحال التجارية ومحال الحي الصناعي والمناطق التي تقع خارج الاسواق الكبيرة بممارسة اعمالهم والزامهم بارتداء وسائل الوقاية الصحية، وتسهيل حركة الفلاحين والمزارعين مع بدء موسم الحصاد والتسويق وتسهيل حركة وممارسة الشركات والمقاولين وعمال البناء والاستمرار بتنفيذ المشاريع الخدمية.

 

إنشاء مستشفى ميداني

وتفقد مدير صحة المثنى الدكتور عون هاني المالكي مراحل انشاء المستشفى الميداني للحشد الشعبي في السماوة الذي يتم انجازه من قبل هيئة الحشد لجعله متخصصا لحجر الحالات المشتبه بإصابتها بكورونا.

واكد المالكي لمراسل "الصباح" احمد الفرطوسي، أن المستشفى سيستقبل 100 مريض، وهو الان في طور التجهيز، إذ وصل الى مرحلة 90 بالمئة من الإنشاء.