الصباح / وكالات
على غرار تظاهرات السترات الصفر في باريس التي آتت اكلها بعد قرابة «ستة اسبات» متتالية من التظاهر، جعلت الرئاسة الفرنسية تغير مجرى قراراتها خدمة لطبقة «الكادحين» من سواق الشاحنات وهم الشريحة الاساسية المنظمة للتظاهر بسبب رفع اجور المحروقات، بدأت في مدن عربية عدة شرارة الشتاء القارص الذي يضرب الفقراء اكثر من غيرهم بسبب غلاء الاسعار ونقص الخدمات،
اذ تتواصل التظاهرات في السودان نتيجة غلاء الاسعار وخاصة رغيف الخبز الذي شكل الازمة الاساسية التي ثارت الاحتجاجات لاجلها، في وقت تتواصل فيه الاحتجاجات ايضا في بيروت احتجاجا على التلكؤ في تشكيل الحكومة اللبنانية الذي تتحمله الطبقة السياسية جملة وتفصيلا، في وقت اكد فيه مجلس النواب على الاستمرار في العمل لحين تشكلها لتلبي رغبة اللبنانيين كافة. واثر تواصل الاحتجاجات لليوم الثاني على التوالي وحدوث صدامات بين محتجين وقوات الامن في بيروت أصدرت قيادة الجيش اللبناني بيانا دعت فيه المتظاهرين إلى الالتزام بالتظاهر السلمي وعدم التعدي على الأملاك العامة والخاصة.
وأكدت قيادة الجيش في البيان أن الاعتداء على الأملاك العامة والخاصة يخرج عن الإطار القانوني وغير مسموح به.
ودعت المتظاهرين إلى عدم الخروج عن السياق المطلبي للتظاهرة، مؤكدة احترامها لحق التظاهر السلمي وحرية التعبير عن الرأي وأحقية المطالب المعيشية التي يطالب بها المتظاهرون. وكسر المتظاهرون خلال تظاهراتهم واجهات محال تجارية ومحال صيرفة ومستوعبات النفايات وأحواض الزراعة في الشوارع، وسط انتشار أمني كثيف، وفق ما أفادت به الوكالة الوطنية للإعلام. وحاول المحتجون إزالة العوائق الحديدية التي أقامها رجال الأمن ورشقوا القوات بعبوات مياه. ورفع المتظاهرون، الذين ارتدى بعضهم السترات الصفر على غرار المشاركين في الحملة الاحتجاجية الفرنسية، لافتات منددة بغلاء المعيشة، فيما طالبت أخرى بـ «إسقاط الحكومة».
البرلمان اللبناني
من جانبه قال رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، امس الاثنين إن هناك أحزابا في البلاد لا تريد تشكيل حكومة جديدة، في إشارة إلى عمق التعقيدات التي تعرقل إنجاز الخطوة، وفقا لصحيفة «الأخبار» اللبنانية. وبدت، الأسبوع الماضي، إمكانية التوصل لاتفاق على حكومة وحدة وطنية جديدة، بقيادة رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، قريبة، عندما ساعدت جهود وساطة في تذليل العقبات نحو حل آخر مشكلة كبرى كانت تتعلق بالتمثيل السني في الحكومة لكن تعقيدات جديدة ظهرت. وقال بري للصحيفة» : ما حصل يؤكد وجود أطراف لا تريد للحكومة أن تولد بالمطلق». من جانبه غرد وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل عبر موقعه على تويتر: « كانوا يريدون منا الكذب لن نكذب ولن نستسلم لحين تشكيل حكومة كما يجب لتربح اماني اللبنانيين» حسب
تعبيره.
أزمة البلاد
وتشهد الساحة اللبنانية انزلاقا إلى المجهول خصوصا مع تعثر القوى السياسية اللبنانية بتشكيل الحكومة، ما سيؤدي إلى فوضى عارمة خصوصا مع دعوات لبنانية للنزول إلى الشارع بسبب الأوضاع الاقتصادية المتجهة إلى الانفجار. وكشفت صحيفة «الرأي» الكويتية نقلا عن مصادر سياسية عن أن هناك قلقا كبيرا في لبنان من تدهور الوضع السياسي الذي سيؤدي إلى الفوضى، خصوصا مع تفاقم أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية بين القوى السياسية. وأشارت المصادر للصحيفة الى أن هناك صراعا داخليا ضمن الفريق السياسي الواحد بين «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» على اسم وزير يعتبره تكتل مقرب من «حزب الله» أنه يجب أن يتبع له، فيما يرفض التيار الوطني الحر هذا الأمر، معتبرا أنه يجب أن يكون حصريا من حصة رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون.
وتضيف المصادر للصحيفة أن أي حل لهذه العقدة ولو بعد حين لن يكون إلا على قاعدة وضعية الاصطفاف السياسي غير المعلَن لفريق 8 آذار، كما يطرح تساؤلا في الأوساط السياسية عنوانه هل ستتكون هذه القناعة لدى الجميع قريبا بحيث يكون أفق الحل غير بعيد، أو ستحتاج الى عملية إنهاك جدية ومديدة وربما مرتبطة بالتحولات في المنطقة، ما يشير الى ان البلاد قد تنجر إلى فوضى عارمة في ظل انعدام الحل.
تظاهرات السودان
وفي سياق الحديث عن الازمات العربية لا يختلف الشعب السوداني عن غيره في المعاناة من نقص المؤونة للعيش الكريم، وسط تطمينات حكومية بالسعي الجاد للخروج من الازمة التي تعصف بالبلاد وخاصة في ما يخص النقص في مادة الدقيق الغذاء الاساس للاسر المتعففة، ومع تواصل الاحتجاجات في مدن سودانية عدة وحدوث اشتباكات بين المحتجين الغاضبين والامن السوداني، استخدمت قوات مكافحة الشغب السودانية الغاز المسيل للدموع والهراوات ضد المحتجين الذين أغلقوا أحد الشوارع قرب العاصمة الخرطوم .
وبحسب مصادر اعلامية فان التظاهرة اندلعت في مدينة أم درمان عقب مباراة كرة قدم جمعت فريقي الهلال السوداني والإفريقي التونسي ضمن دوري أبطال إفريقيا. وردد المحتجون هتافات تندد بالأوضاع المعيشية الصعبة في البلاد، في حين رفع بعضهم شعارات «الشعب يريد إسقاط النظام» و»الحرية»، وسط انتشار أمني كثيف. وأكد شهود عيان أن السلطات الأمنية فرقت المتظاهرين بالهراوات، ووفرت حافلات لنقل الجماهير مجانا لمغادرة الملعب.
وبدأت الاحتجاجات في السودان الأربعاء الماضي في مدينتي بورتسودان شرق البلاد وعطبرة في شمالها وامتدت الخميس إلى مدن أخرى بينها الخرطوم. وتجددت التظاهرات، التي سببها ارتفاع أسعار الخبز في البلاد، الجمعة والسبت وخصوصا في الخرطوم وأم درمان وفي الأبيض في ولاية شمال كردفان.
اعتقال زعيم الحزب الشيوعي
في سياق متصل اعتقلت السلطات السودانية زعيم الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب.
وقال القيادي في الحزب الشيوعي سليمان حامد إن السلطات اعتقلت الخطيب البالغ من العمر74 عاما بالقرب من دار الحزب في حي الخرطوم2 واقتادته إلى مكان مجهول، كما جرى في وقت سابق اعتقال 14 من قيادات تحالف المعارضة السودانية بينهم رئيس التحالف فاروق أبو عيسى من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.