هدايا بابا نؤيل لأطفال العوائل الفقيرة

اسرة ومجتمع 2018/12/28
...

بوبي ديمبسي
ترجمة/شيماء ميران-
يبدو ان هذا التوقيت من العام قاسيا ومحزنا خصوصا بالنسبة لاطفال العوائل الفقيرة، فهل يوجد هناك شيء يمكن للبقية فعله من اجل تخفيف ولو جزء بسيط من معاناتهم ومعالجة شعورهم بالنقص او النظرة المتدنية التي ينظرون لانفسهم بها، ويبدو ان لا احد فكر بهذا الامر
ويمكننا القيام بذلك عن طريق فكرة بسيطة مصحوبة بإصرار عنيد، ونيابة عن اولئك الفقراء نطلب من الاباء والأمهات التوقف عن شراء هدايا لاطفالهم اثمن مما يعطيها سانتا في الكريسمس. وان تساءلتم عن سبب هذا الطلب فهو لان الاطفال سيقارنون حتما بين أسعار الهدايا المقدمة لهم، وسيتساءل اطفال العوائل الفقيرة عن سبب اهداء سانتا لهم الجوارب ودفاتر التلوين فقط بينما هناك اطفال يحصلون على آيباد؟.فمثلا اذا حصل احدهم على وصولات ديون حقيقة عندما كان طفلا، وبالتأكيد ان هذا الامر سيلاحظه الاطفال ويشغل تفكيرهم ويترك لديهم انطباعا غير محبب.
 
سانتا غير العادل
يدرك اطفال العوائل ذات الدخل البسيط او المنخفض في بداية حياتهم ان الحياة قاسية وغير منصفة، فعندما ينشأ الطفل في عائلة فقيرة سيكبر بسرعة وبشكل يفوق عمره، ويصبح اكثر سخرية مما يجب ان يكون عليه اي طفل اخر، واذا تمكن بطريقة ما من النجاح باجتياز سنوات طفولته الاولى ويظل محافظا على هذه الطفولة قد يكون هذا الامر اشبه بالمعجزة، فالتامل بان سانتا سيجلب له شيئا في ليلة الكريسماس سيكون بمثابة بصيص امل في موسم اعياد كئيب، فعندما يرى سانتا يجلب للاطفال الاخرين نصف الالعاب الموجودة في المتجر بينما يتخطى منزله تماما هذا سيقوي لديه الشعور بانه اقل شأنا من البقية. ان الاطفال الفقراء يدركون التفاوت المادي بين العوائل تقريبا منذ ولادتهم، فهم يعلمون ان هناك بعض الاباء والامهات يملكون نقودا اكثر من الاخرين يمكنّهم من شراء هدايا باهظة الثمن، الا ان سانتا لا يتقيد بميزانية مالية عند شراء الهدايا، لذلك فالاطفال الذين يؤمنون بوجود سانتا سيرونه غير عادل ومتناقض في توزيع الهدايا. فإذا كان ذلك يساعد الأطفال، فلماذا اذن هو امر مثير للجدل؟، فبالنسبة لاولئك الذين يتضمن احتفالهم بالكريسماس الجمع بين زيارة سانتا والهدايا التي يجلبها معه، وما يجعل الامر قضية ساخنة هو وجوب ان تكون قائمة هدايا سانتا متواضعة، وما يجب ان نتفق عليه جميعا محاولة تجنيب الاطفال الذين يعيشون حياة قاسية من حزن وهم اضافي  بما يتعلق بهذه العطلة.
 
ردود افعال مختلفة
ولو قضيت بعض الوقت في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي في هذا التوقيت من السنة، بالتاكيد سيكون لديك عدد لا يحصى من المنشورات الصورية و”القفشات” التي تجعل الاباء والامهات يضعون اسماءهم على الهدايا الثمينة. فمتى ما انتشرت هذه النقاشات او “القفشات” الشعبية على الانترنت وخصوصا في مجموعات الابوة والامومة على الفيس بوك، فانها ستثير على الفور المناقشات الساخنة والعاطفية، فالبعض منهم سيظهر تعاطفا عند ادراكهم ما يسببه هذا الموضوع  من حزن والم للاطفال الفقراء، بينما اغلبيتهم سيكتفون بالقول انهم لم يفكروا بهذا الامر اطلاقا، وبالطرف المقابل سيكون هناك من يظهر الغضب والسخط اذا ما حاول احدهم السؤال عن كيفية قضائه عطلة الكريسماس مع عائلته. فالامر الذي يفوتنا جميعا هو عدم وجود احد يمكنه اعطاء اوامر حول ما يريد الشخص شرائه كهدية كريسمس لاطفاله، الفكرة بسيطة وهي تعزيز التعاطف والتفاهم بين الناس، من خلال اثارة بعض الافكار لايجاد حلول لهذا الموضوع وخصوصا مع من لم ينتبه لها بسبب امكانيته المادية في شراء الهدايا والسهو عن احوال الاطفال الفقراء. ويمكن تخمين ردة الفعل القوية للبعض تجاه الامر حتى وان كان مجرد اقتراح فهم يعتبرون التفاوت في توزيع سانتا للهدايا لم يكن تفاوتا ضعيفا وذلك لانهم لم يحصلوا ابدا على متعة الكريسماس السعيد.
 
تحديات حياة الفقراء
فهل سانتا يحب الاطفال الاغنياء فقط؟ ايها الاباء والامهات انتم ستظلون احرارا بنوع الهدايا التي تريدون شراءها لاطفالكم، لكن كل ما نطلبه ان تخبروا اطفالكم بانكم من قدمتم هذه الهدايا، وليس ذلك الساحر الاسطوري القادم من القطب الشمالي والذي من المفترض ان يوزع الهدايا على اساس ما اذا كان الاطفال مشاكسين
 ام لطفاء.
والا ستضعون الاباء والامهات الفقراء في موقف حرج اخر، ويكونون امام امرين اما يسمحون لاطفالهم بالاعتقاد ان سانتا يحب الاطفال الاغنياء فقط، او يضطرون ان يخبروهم بحقيقة بابا نويل، وبالتالي سيقضون على ما تبقى من الحالة السوية التي يجب ان يكون عليها اطفالهم.
لا يوجد شك بان هدايا سانتا لا تعني مسألة حياة او موت، فهي لا تشبه تحديات استمرار الحياة الاساسية التي يواجهها الفقراء يوميا، فاطفال العوائل ذات الدخل المنخفض لديهم الكثير من المصاعب الجدية والمخاوف اثناء موسم العطل، مثل القلق من البقاء جائعين او ما اذا سيكون هناك ما يدفئ منازلهم.
لكن هذه قضية كبيرة تتطلب تحولا منهجيا، فهي لا تشبه العديد من القضايا المتعلقة بالفقر، وهذه لها حل بسيط لا يتطلب تدخل المشرعين او المخططين، في الحقيقة انها تعتمد تماما على كل المواطنين الاعتياديين فهي لن تنقص اي شيء من متعة عائلتك في قضاء عطلتها وبالدرجة التي ترغب بها، بل فقط تتطلب القليل من التفكير اثناء اعداد قائمة الهدايا والتفكير بالاطفال الفقراء. 
 
عن US Today