النخبة السوبرمانيَّة
استراحة
2020/07/26

+A
-A
ميادة سفر
يتفاجأ الفرد منا من الأحاديث التي يسوقها أشخاص من المفترض أن يكون رأيهم مؤثراً ومؤهلين ليكون قادة رأي عام، قضاة ومحامين ومهندسين ومعلمين وسواهم، مرددين أقاويل يأنف الأمي عن الاتيان بها «مع تحفظي على كل تفريق بين البشر سواء كان على أساس العلم أو الجنس أو أي ناحية أخرى، فلكل ظروفه وأوضاعه»، لكن ما يدعوني للتعليق هنا أن «عامة الناس» حين يسمح على سبيل المثال مدرساً أو محامياً يقول «ما في كورونا»، وهي لعبة دولية للقضاء على اقتصاد بعض الدول وووو ...ألخ من محاولة لاستدراج حجج واهية لا أساس لها من الصحة، لا تلبث أن تتلاشى أمام أرقام الضحايا المتزايد، لكن يبدو أنّ البعض لن يصدق إلا إذا أصيب شخصياً أو أحد من ذويه «كما حصل مع بولسنارو»، حينها وبعد أن يطل الفيروس برأسه ربما سيقتنع بوجوده، وربما لا، إذا كان من الأشخاص الذين تسيطر عليهم «العنجهية» الفارغة، ويرفضون تغيير قناعاتهم مهما كانت النتائج.
بالرغم من الدعوات المتكررة لمنظمة الصحة العالمية والمؤسسات المهتمة بالشأن الصحي على مستوى العالم، فإنّ المتابع لتصرفات وسلوكيات بعض قادة الدول مثل «الرئيس الأميركي ترامب» الذي يرفض حتى اليوم ارتداء «كمامة» أثناء ظهوره المتكرر مؤخراً، وتسجيل مئات الإصابات الجديدة يومياً، والأمر ينطبق على الوزراء والنواب وكبار المسؤولين في بلداننا وفي كثير من دول العالم، هل يعتقد هؤلاء أنّ الفيروس يهاب السلطة كما تهابها شعوبهم؟، بأي عقل يفكرون وأي منطق يوحي لهم بتصرفاتهم، وفي أي طريق يسيرون ويجرون خلفهم بلاداً بأكملها.
الأمر عينه نلاحظه في حياتنا اليومية وتنقلاتنا حين نحتك ونتعامل من أفراد من مستويات عدة، لو أجرينا نظرة سريعة لتبيان عدد أصحاب المناصب الذين يرتدون «الكمامة» أثناء عملهم واستقبالهم للمراجعين، سيكون عدداً بائساً للأسف.
في كل ما يتعلق بالوضع الصحي «لا كبير إلا الجمل» كما يقول المثل، والجميع معرض لخطر الإصابة بفيروس كورونا أو بغيره من الأمراض، لكن الخطورة تنبع من انتشار الأوبئة المعدية، لذا «لنعطي الخباز خبزه لو أكل نصه»، ولا تصغوا إلا لما يقوله الأطباء والمختصون، وأي كلام دونهم سوبرمانية فارغة.