عن النشاز والكآبة

ثقافة 2019/01/02
...

ايهاب شغيدل
يفضّل الرّجل أنْ
يموتَ من الضّحك
يموت في الحقيقة أو في ألعاب الفديو
عندما تعيشُ زوجته
تفاصيلَ الكآبة
في شكل الإناء أو السّرير
لكنّ درس النّسيان والتحليق
جعلَ ذلك القرد يلقي
زجاجَ وحدتهِ على الأرضية
فقبل حياته كما لو أنّها لا تعنيه..
عبر النّسيان يستطيعُ المرءُ
أنْ يكونَ محاطًا بنفسه
وعبر التّحليق يمكنه
أنْ يمسكَ حالته الدائمة..
وسط ذلك كان يرى أنّها
ليستْ أكثر
من كآبة زَوجَين من الأحذية
في ماكنة خياطة
فهو يواصلُ ثقبَ المنزل بالتّبغ
كلّما تعبرُ خيوط صوتها
سور الكآبة الّذي تعيشُ
 خلفه.

***
لحظة واحدة من التخيل
من تصور الحديقة وهي تعني شيئا اخر
من اعتياد القاتل
على خط الدم المنسوب الى مجهول
من هناك يمكن ان ترى القصة كاملة
ستعرف وانت الملوث بحكايات الندم
ان الحقائق داكنة لدرجة
لا يمكن وضعها داخل الزجاج
او خارجه
ثمة حقائق تتصدع مع المياه
واخرى توضع فوق طاولة الطعام
حقائق تضيع في الكتب
ويأكلها الصغار كل صباح
واخرى تعوم في الكثير
من البياض و البلاهة
اخبرني ايها المقتول
اي نوع من الحقائق
يروق لك الان

***
عالق في هذا النشاز المستمر
مثلما تعلق خرقة في سلك
ثم تبقى الكلاب تنظر إليها
كفريسة في الاعالي الى الابد
لكن حركة اخرى ستعيدنا الى الصفر   
ستفضح المرأة
وهي تغط في ماكنة الاصغاء للرجل
ستفضح الحياة
عندما تود ان تصبح
قابلة للعيش
اي حجارة هذه التي يمكن
ان ترميها على السلك وعلى حياتك
حتى تعود الكلاب الى الحقيقة
وانت الى حيث كنت تستقر
في قعر المنزل.