أ.د.نجاح هادي كبة
التلعثم في الكلام هو عدم القدرة على الطلاقة في الكلام، فالشخص المصاب به يمط الكلام مطاً لكي يخرج الكلمة واحياناً يعسر عليه اخراج الكلمة فينتابه صمت طويل لاخراجها وهو من عيوب الكلام كالتأتأة و الفأفأة وترجع هذه العيوب الى عوامل وراثية أو بيئية وان تحسين العوامل البيئية يخفف من التلعثم في الكلام، لاسيما في مرحلتي الطفولة والمراهقة كاعطاء الشخص مزيداً من حرية التعبير والتفاعل مع الاقران في المجتمع أو المدرسة، فيولد ذلك لديه استقراراً انفعالياً وعدم الحساسية من الاخرين والاندماج في المجتمع.
كما ان لمرحلة المراهقة الدور الكبير في بروز ظاهرة التلعثم لدى الكثير من الافراد، ففي هذه المرحلة يحاول المراهق ان يفرض وجوده في المجتمع وان يكون لحديثه صدى مؤثراً عند الاخرين، لاسيما مع الجنس الاخر وحين يصطدم المراهق في حديثه مع الاخرين او لايجد لحديثه صدى يشعر بالخيبة وتزداد انفعالاته وحساسيته في التعامل او التحدث مع الاخرين ما يسبب له التلعثم في الكلام تدريجياً، ففي مرحلة المراهقة حين لا يتسق المراهق مع الاخرين يصيبه اليأس والتشاؤم فالكبت ويندس ذلك في لا شعوره ويتبدى في كلامه مع الاخرين لانه يفقد الثقة بنفسه نتيجة الخوف او التهيب من الكلام ويزداد التلعثم عند المراهق نتيجة كثرة انتقاد الاهل او افراد المجتمع له فالمراهق لايتقبل النقد او الانتقاد باي شكل من اشكال العنف حتى لو كان العنف رمزياً، لان المراهق بمرحلة خطرة يتصف فيها المراهق بالحساسية المفرطة ويعد النقد والانتقاد تقليلاً من شخصيته لانه يمر في هذه المرحلة بتكوين شخصيته.
ان التخلص من التلعثم في الكلام او تخفيفه يتطلب من الشخص المصاب به ان يتمرن على الالقاء كالقاء خطبة او قصيدة عن طريق التسميع الصوتي الذاتي الذي له فوائد عديدة منها التشجيع على الطلاقة في الكلام او الحفظ ولطرائق التدريس واساليبه دور في التمهيد للتخلص من عيوب النطق كالتلعثم في الكلام قبل حدوثه لدى التلاميذ كمشاركة المعلم التلميذ في توصيل المادة اليه عن طريق الحوار والمناقشة واعطائه الحرية في التعبير عن افكاره وتشجيعه على تكوين شخصيته بشكل سليم كما ان للمسرح المدرسي دوراً في التمهيد للتخلص من عيوب الكلام كالتلعثم عن طريق اعطاء التلميذ دوراً على خشبة المسرح ليمثل بلغته او حركات جسمه وسكناته.