ترجمة: عادل العامل
يقول مارك بيتمان: «حين كنت أكتب لقسم الرأي في النيويورك تايمز، كان لدي عددٌ من أهل المشورة المقرَّبين لي. وقد أخذتُ أعتمد في مجال التغذية، على ديفيد كاتز الذي أصبح صديقاً لي. وفي العام 2018، طلبتُ منه أنْ يجلس لنتحدث عن الكيفيَّة التي ينبغي أنْ نأكل وفقاً لها. وكانت النتيجة مقالة من أوسع المقالات مقروئيةً في ذلك العام. وكنا حتى آنذاك غير مدركين لمدى رغبة الناس في أنْ يكون هناك مَن يرشدهم إلى الأكل السليم ويثقون به. وقد انتهى بنا الأمر إلى إصدار كتابنا الجديد، (كيف تأكل: كل ما لديك من أسئلة بشأن الغذاء مجابة هنا). وأقتبس لكم أدناه بعض ما جاء فيه بشأن الأغذية التي تعزز جهاز المناعة، وتخلو من المواد المسببة للالتهاب، وما هي العناصر الأخرى التي تسببها، إضافةً للغذاء».
* ما الحقيقة في كون بعض الأغذية مضادة للالتهاب؟
- باختصار، هناك أغذية معينة تشجع على حدوث ذلك. واتباع نظام غذائي مضاد للالتهاب يؤدي إلى تجنب هذه الأغذية. فالجسم يكوّن مركَّبات تُدعى بروستاغلاندينات يمكنها أنْ تكون إما مساعدة على الالتهاب أو مضادة للالتهاب. وكِلا الدهنين، المُشيع وأوميغا ــ 6 غير المُشبع، يُنشئان حواجز للبروستاغلاندينات المساندة للالتهاب. والكثير جداً من الأوميغا ــ 6 ، الوفير في الأغذية المعالَجة بشكل كبير، أمر غير جيد، لأنه يمكن أنْ يسهمَ في زيادة الاستجابة الالتهابيَّة.
* وعليه، هل هذا سبب آخر للابتعاد عن الأغذية المعالَجة كثيراً؟
- الأسباب عديدة: فالكثير من الأغذية المعالَجة كثيراً تحتوي على زيوت أوميغا ــ 6 ثقيلة بالإضافة إلى الكاربوهيدرات المصفّاة لدرجة عالية، مثل الطحين الأبيض والسكريات المضافة. والنشأ والسكر لا يمضيان مباشرة إلى إنتاج بروستاغلاندينات إلتهابية، وإنما يحفّزان على الأنسولين. والأنسولين ــ نمو وتنشيط الهرمون ــ يعزز نشاط جهاز المناعة بطريقة تزيد الالتهاب. وفي نهاية الأمر، فإنَّ النظام الغذائي الوافر بالأطعمة المعالَجة كثيراً يتسبب في ترسيخ السمنة، وتسهم الخلايا الدهنية المفرطة في ذهاب المزيد من المركّبات الالتهابية إلى مجرى الدم.
* فهل هناك دهون معيّنة ليست إلتهابية؟
- أجل. بل إنَّ هناك دهوناً مضادة للالتهاب أيضاً. ويُعد أوميغا ــ 3 هو الأكثر ارتباطاً بالحالة المضادة للالتهاب. أما الدهن غير المشبَع، وهو النوع الذي يسود في زيت الزيتون، فهو أقل تضاداً مع الالتهاب بشكل مميز، لكنه لا يزيد في الالتهاب، أيضاً.
وما هي الأغذية الأخرى التي تُبقي جهاز المناعة في حالة توازن؟
إنها ذات الأغذية التي ينبغي أنْ تتناولها لتوازن الصحة بوجهٍ عام. وأنت على معرفةٍ الآن بالقائمة: الخضراوات والفواكه، الحبوب الكاملة، البقول، المكسَّرات، والبذور. هذه هي الأغذية المطلوب زيادتها من أجل صحة أفضل. والمؤكد تماماً هنا أنَّ هذه الأغذية جميعاً مرتبطة بالتخلص من الالتهاب.
* أينبغي أنْ تُشغل الناس مسألة النظام الغذائي المضاد للالتهاب؟
- حسَنٌ .. الانشغال كثيراً مسألة التهابية! وعليه، فإن الأمر يستحق أن
يكونوا واعين بذلك لا أكثر.
إنَّ مقاومة الأنسولين (ما قبل داء السكّري) واسعة الانتشار في الولايات المتحدة، وعلينا أنْ نتذكر أنَّ الأنسولين مساعد على الالتهاب. والتحكم بهذا عن طريق النظام الغذائي ونمط الحياة أولوية عالمية إلى حدٍ كبير. لكنَّ هذا التحكم بواسطة نظام الغذاء أمرٌ سهل، ولا يتطلب جهداً خاصاً، طالما أنك تتحكم بغذائك على أية حال: فما عليك إلا الانتقال نحو النظام الغذائي الأفضل للصحة العامة. ويمكنك التفكير بذلك بعده مضاداً للالتهاب، أو بوصفه «صحياً» ليس غير.
عن/ medium