حازم الصائغ.. يحيلُ ولعه بالتراث الى متحف

الصفحة الاخيرة 2020/09/09
...

 بغداد: محمد اسماعيل

نشر حازم محمد الصائغ، بسطا قصيرة الابعاد، على مقاعد ومناضد شغلت غرفة من منزله الشخصي، في النعمانية، اتخذها متحفا مفتوحا للزائرين، يكتظ بكرامفونات وراديوات وصور لرموز وطنية وأوسمة ملكية وقواري وفوانيس ومصابيح ومسكوكات وعلب فارغة متنوعة الاستعمالات سابقا، لم تعد لها ضرورة الآن، سوى نكهة التاريخ النابضة في سماور وتلفزيون أصغر من ذراع، وأوراق عليها طابع يحمل صورة الملك فيصل الثاني دمغت بختم «المملكة العراقية».

قال الصائغ ذو التسعة وثلاثين عاما: «أحمل بكالوريوس اعلام، بدايتي من عمر الثانية عشرة، مولعا بالأشياء والاماكن القديمة، ووالدي يشجعني فيأخذني الى المتحف البغدادي وشارع الرشيد والمتنبي، وأهداني دفتر طوابع ومقتنيات قديمة» مؤكدا: «شيئا فشيئا وسنة بعد سنة بدأت بجمع مقتنيات أسرتي وأخذ الاقارب والاصدقاء يهدونني تحفا وأنتيكات».
أضاف: «كنت أنفق مصروفي اليومي لشراء قصص الاطفال ومجلتي والمزمار، محتفظا بمئات الاعداد منهما» متابعا: «بدأت هوايتي عام 1998 اشتريت من أقدم مصور في المدينة المرحوم صالح عبود الزركاني، صور زيارات الملوك والرؤساء الى النعمانية، وباقي الموجودات بدأت اقتناءها عام 2008.
أشار الصائغ: «أول قطعة اشتريها «جلاب – شكالة تثبيت فوط النساء» فيه ليرات فضية يعود الى 1902 من زمن الشاه القاجاري مظفر الدين» موضحا: «تراودني فكرة انشاء متحف كبير منذ عشر سنوات، عندما اقمت معرضا للصور القديمة 2010».
بين: «أقمت المعرض الثاني في شارع المتنبي 2015 والثالث في البيت الثقافي النعماني، أما فكرة تحويل بيتي الى متحف، فبدأت من العام الماضي عندما اقمت المعرض الرابع في قاعة نقابة المعلمين، بعد أن ناشدت الجهات الحكومية مع مجموعة من مثقفي المدينة، بان يخصصوا مكانا نجعله متحفا للمدينة ولم نحظَ باستجابة» مواصلا: «إتخذت غرفة الاستقبال متحفا، لكنها اتسعت لعشرة بالمئة من المقتنيات فقط، والباقي لم أجد حيزا لعرضه؛ فلجأت الى تبديل المعروضات يوميا، في جدول دوري حسب تصنيف المواد، مع شرح من عندي للزائر».
لفت: «أهدتني عمتي مئة قطعة من تحف تحتفظ بعمر الثامنة عشرة، وباقي المقتنيات اشتريتها من مالي خلال سفري الى اسواق التحف المشهورة في بغداد والكوت وكربلاء والنجف واربيل والسليمانية وعن طريق مواقع التحف على شبكات التواصل الاجتماعي» مفيدا بأن: «اقدم قطعة عندي هي سند خاقاني عثماني يعود للعام 1873 وكتب نادرة مثل نسخة من كليلة ودمنة مطبوع عام 1922 ومجلة الكشاف العراقي 1924 وطوابع عثمانية واجنبية تعود لاواخر القرن التاسع عشر وغليون وعلب وورق سكائر مع التبغ عمرها 130 عاما وقند – سكر عمره ستون عاما ما زال مغلفا في كيس».