مهدي عباس يوثّق مسيرة السينما في {أفلامنا العراقيَّة}

الصفحة الاخيرة 2020/09/10
...

  قحطان جاسم جواد
 
في الوقت الذي تتسابق فيه المؤسسات السينمائية في الدول العربية ودول العالم أجمع في توثيق أرشيفها السينمائي وعمل سينماتيك لكل أفلامها وترميم التالف منها، ما زالت مؤسساتنا السينمائية غير مهتمة بارشيف أفلامنا أو البحث عن المفقود منها أو ترميم التالف منها. حاول الراحل أحمد فياض المفرجي جمع كل الوثائق والكتابات عن السينما العراقية، لكنَّ هذه الوثائق والكتابات الصحفية والارشيف الصوري كلها احترقت وذهبت مع الريح.
 
ا والمسرح يفتح ملفاً لكل فيلم عراقي يضم وثائق عن الفيلم وكل ما يكتب عنه ويضم كذلك بوستر الفيلم وفولدرها ايضاً، لكننا اليوم لا نجد أي ملف لأي فيلم عراقي وهي عملية محيرة فعلاً، من هنا تأتي أهمية خطوات التوثيق وجمع المعلومات عن الأفلام العراقية وإصدارها في كتاب خاص. وهو المنهج الذي يسير عليه الباحث السينمائي والمؤرخ الدؤوب مهدي عباس. وهي خطوات مؤسساتية وتؤسس لأرشيف كاد يضيع مع ما ضاع من تاريخ العراق وسط الفوضى والدمار الذي عانينا منه.
يقول ناقدنا مهدي عباس في كتابه الجديد عن السينما العراقية: "حاولت من خلال الدليل السنوي الذي أصدرته بانتظام منذ العام 2013 أنْ أوثق لكل شؤون وشجون السينما العراقية وكذلك من خلال كتاب (السينما العراقية 1946 – 2012) لكن حتى هذه الكتب لم يتم الاحتفاظ بنسخ منها في مكتبة دائرة السينما والمسرح، في الوقت الذي كان على سبيل المثال الدكتور العزيز سالم شدهان يطلب مني مجموعة من كل إصدار ليضعها في خدمة طلبة قسم السينما في جامعة بابل".
ويواصل: "كان حلمي أنْ أصدر موسوعة شاملة بالمعلومات والصور عن كل الأفلام العراقية تكون ملونة وفي كتاب بحجم كبير وأنْ تكون هناك ترجمة انكليزية مع كل فيلم لتكون مرجعاً لكل مهتم بالسينما العراقية خاصة، واني أساساً مترجم لغة انكليزية والحق يقال كان حلمي أكبر أنْ تكون هناك ترجمة كردية ايضا خاصة وأنَّ نحو 40 % من الانتاج السينمائي العراقي أنتج في إقليم كردستان العراق باللغة الكردية".
واضاف: "لا يعرف صعوبة إصدار وثائق كاملة عن الفيلم العراقي إلا من يمارس هذه المهمة ويعرف حجم الصعوبات في ظل عدم وجود أية وثائق أو ارشيف سينمائي يلجأ إليه، وعليه أنْ يعتمد على جهوده الشخصية فقط، لا سيما أنَّ بعض الافلام قد لا تجد عنها صورة أو خبراً على الانترنت أو في ارشيف الدوائر والأشخاص الذين قاموا
 بإنتاجها.
 كما ان بعض الافلام منعت لأسباب سياسية واختفت نسخ الفيلم ايضا وأفلاماً لم يكتمل تصويرها أو لم تجهز للعرض لأسباب مختلفة منها أسباب انتاجية وخلافات شخصية وأحياناً لأسباب سياسية. كما أنَّ هناك أفلاماً مفقودة ايضا رغم انها عرضت في وقتها في دور السينما لكن كل محاولات البحث عن نسخ منها باءت بالفشل وهذا البحث بدأ قبل 27 عاماً أيام خميس الفيلم العراقي مع الصديقين العزيزين مدير السينما السابق فيصل العباسي والراحل علي هادي الحسون ومن هذه الأفلام على سبيل المثال (وردة، وأدبته الحياة، وابو هيلة، وإرادة شعب، ويد القدر، وطاهر وزهرة، وارزو وقنبر، والجزاء، فضلاً عن أول فيلمين مشتركين مع مصر وهما: "ابن الشرق" و"القاهرة - بغداد" والملفت للنظر أنَّ الفيلمين الأخيرين بحثنا عنهما في مصر ايضا ولم نجد اي نسخة منهما.
ويشير: حاولت في هذا الكتاب جمع كل الإنتاج السينمائي العراقي الطويل منذ العام 1946 (سنة انتاج اول فيلم عراقي) وحتى يومنا هذا بضمنها أفلام بانتظار العرض بعد انتهاء ازمة كورونا اللعينة.
وأضاف "الحقيقة حاولت أنْ أعطي المعلومات التفصيلية وبعض المعلومات الخافية عن الجمهور عن بعض الافلام وحرصت على ذكر كل العاملين في الفيلم ولم أقتصر على المخرج والمصور والمونتير مثلاً، بل ذهبت الى مدير الانتاج ومهندس الصوت والمكياج وغيرها من التفاصيل، أما الممثلون فلم أغفل أي ممثل حتى لو كان عدد الممثلين خمسين ممثلاً على سبيل المثال".
ولفت "مصادري كانت عديدة منها مشاهدات خاصة للأفلام الموجودة لدي وبوسترات وفولدرات الافلام والعاملين في هذه الافلام من مخرجين وممثلين ومنتجين
 وغيرهم".
أخيرا يقول: "أتمنى أنْ أكون وفقت في هذا العمل لصالح حفظ تاريخ جزءٍ مهمٍ الثقافة العراقية بمجهود شخصي كان المفروض أنْ تقوم به مؤسسات، وأتقدم بجزيل الشكر لنقابة الفنانين العراقيين وعلى رأسها نقيب الفنانين العراقيين الصديق العزيز الدكتور جبار جودي الذي ما عرف بمشروعي هذا حتى تعهد بطبعه على حساب النقابة واعياً بأهمية هذا العمل الفني المهم"