كفيف يصلح {عطل} السيارات بالسمع واللمس

الصفحة الاخيرة 2020/09/11
...

  بغداد: رشا عباس 
لم يمنع فقدان البصر مصطفى عزيز الساعدي من مواصلة مشواره بالحياة، بل وضع نفسه في تحد كبير لمنافسة الاصحاء والعمل بالمهنة المحببة لقلبه، ايمانا منه بأن الاعمى أعمى البصيرة وليس البصر.
الساعدي مواليد 1985 يعمل مصلحا للسيارات ومعلما في أحد معاهد ذوي الاعاقة، يتعامل مع العطل عن طريق اللمس، التقته الـ" صباح" ليقول :" توارثت المهنة عن والدي وعملت على تطويرها بالرغم من خطورتها كوني اتعامل مع ادوات حادة، لكن استطعت التعرف عليها والتعامل معها بدقة، مستعينا بحاستي السمع واللمس". 
واضاف: الصعوبات والتحديات كثيرة في بداية الامر، منها اقناع الناس بما اعمل، لكن بمرور الايام صار الزبون هو من يبحث عني ويقصد مكان عملي لخبرتي وامانتي وسمعتي الطيبة".
لم ينجح الساعدي على المستوى العملي فقط، بل على الصعيدين الاسري والمجتمعي، فهو متزوج ويسعى من خلال عمله ليوفر لأسرته جميع متطلباتهم، مشيرا الى ان فقدانه للبصر لم يزده الا ايمانا وعزيمة على تحمل المسؤولية، اذ عمل جاهدا للخروج من العزلة، التي فرضها الواقع والمجتمع، واثبات للآخرين أن أعمى البصر ليس عاجزا ولا ذليلا، بل هو شخص فقد شيئا ووهب الله له اشياء كثيرة، بإمكانه أن ينافس الاصحاء ويتفوق على بعضهم.
"لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة " مقولة يرددها الساعدي، داعيا من خلالها اصحاب الاعاقة الى التحلي بالصبر والتفاؤل والبحث عما بداخلهم من مواهب لتطويرها بالاعتماد على انفسهم". 
وطالب الساعدي الجهات المعنية بالالتفات الى شريحة المعاقين ومساعدتهم لتوفير ابسط مقومات الحياة، من اجل عيش كريم، مؤكدا في ختام حديثه ان :"الإعاقة لا تقف حائلا بين الإنسان وبين الكفاح والنجاح".