ترجمة: شيماء ميران
كلنا نعلم أن القولون هو جزء من الامعاء الغليظة احد اجزاء القناة الهضمية، يمر الطعام غير المهضوم الى القولون، بعد ان يهضم في المعدة، ثم يمتص في الامعاء الدقيقة، والقولون مسؤول عن امتصاص الماء والأملاح والفيتامينات المتبقية وتحويلها الى مادة برازية تمر عبر القولون السيني الى المستقيم، حيث تتجمع قبل أن تطرح خارجا.
وعادة ما يُصاب القولون باضطرابات والتهابات تضم اعراضها ألم البطن، الإمساك، الإسهال، الغازات، الانتفاخ، المغص والإعياء، ويمكن أن تنجم عن الحمية الغذائية، التوتر، نمط الحياة والادوية.
فعندما يكون القولون سليما سيتمكن من التخلص من الفضلات، التي لا يحتاجها الجسم بسهولة. اما اذا كان غير سليم، فقد يتسبب بمشكلات صحية مؤلمة، ومن أشهر اضطرابات القولون هي التهابات الامعاء، كالتهاب القولون التقرحي او التهاب الرتج، او مرض (كرون) الذي يسبب الألم حول السرّة او الجانب السفلي الايمن من البطن، ومتلازمة القولون المتهيج ويتركز الألم عادة اسفل البطن من الجهة اليسرى، وسرطان القولون الذي نادرا ما يسبب الآلام.
ورغم ان التغذية السيئة قد تتسبب بتفاقم التهابات الامعاء، لكن يمكن تجنب اكثر من 70 % من مخاطر الإصابة بسرطان القولون بتغيير نمط الحياة.
وهناك عدة خطوات متبعة في علاج ألم القولون، اولها تعديل الحمية الغذائية لمعرفة ما اذا يمكن تقليل الالتهاب والارتياح، لأن بعض الاطعمة تزيد من الالتهابات كاللحوم الحمراء والمقلية، السكّر المكرر والكاربوهيدرات المصنعة، والكحول والقهوة.
ثانيا تغيير اسلوب الحياة من خلال تقليل العادات التي تؤثر سلبا في سلامة القولون، كالتدخين او الجلوس لفترة طويلة وعدم ممارسة التمارين الرياضية.
اما الخطوة الثالثة هي مراجعة الادوية المستخدمة، والتوقف قدر المستطاع عن استخدام مضادات الالتهاب غير السترويدية كالاسبرين والبروفين، إذ يمكنها ان تفاقم الالتهاب وتؤثر في البطانة المعوية، فيجب اعتماد
البدائل.
طرق الوقاية والعلاج
يمكن إضافة مصادر الألياف الغذائية الى طعامك كالنخالة، الحبوب، الفواكه، الخضراوات والمكسرات، لأنها تُسرع عملية التخلص من الفضلات وتقلل من الإمساك والالتهاب، فمن دون وجود كمية كافية منها تحافظ على حركة الامعاء يصبح البراز صلبا ومؤلما، كما ان الألياف تقلل من التواء القولون وضغطه على الاوعية الدموية لجدران البطن، وتحد من خطورة الإصابة بالفتق، البواسير، توسع الاوردة، سرطان القولون، البدانة وارتفاع ضغط الدم.
للماء دور مهم ايضا، فالجفاف يجعل البراز صلبا ومؤلما ما يؤدي الى إعاقة حركة الإمعاء وإنسدادها، لذلك توصي الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب بشرب ما لا يقل عن ثمانية اقداح من الماء يوميا
للحصول على الترطيب المناسب.
ويمكن أن يتفاقم ألم القولون بسبب نمط الحياة المتوتر او الخامل، فمن المهم إيجاد السبل للاسترخاء وإتاحة المجال للجسم بممارسة التمارين الضرورية، ليستمر بإداء وظيفته بنحو مناسب، وكشفت دراسة (Trusted Source) لعام 2009 عن أن التمارين الرياضية المنتظمة تقلل من خطر إصابة الرجال بالتهاب الرتج بنسبة تصل الى 37 %.
وقد يكون التداخل الجراحي في بعض حالات الالم الشديدة هو الخيار الامثل لتسكين ألم القولون.
تذكر دائما ان ما تأكله يؤثر في جسمك، فاتباع النظام الغذائي الغني بالدهون والسكّر يزيد من الالتهاب والإمساك والألم، ما يؤدي الى أمراض معوية مزعجة، بينما شرب الماء بكثرة وأكل الفواكه والخضراوات والامتناع عن التدخين وشرب الكحول والكافيين وتناول الاطعمة المصنعة، يمكن أن يخفف من حدة ألم القولون.
وبحسب (CDC Trusted Source) فان الفحص المنتظم بدءا من سن الخمسين هو السبيل للوقاية من سرطان القولون، لأن معظم هذه الحالات يمكن شفاؤها في حال الكشف عنها مبكرا والمباشرة بعلاجها.
عن موقع هليث لاين