خـذني إلـى المـطـبـعـة!

الرياضة 2020/09/20
...

علي رياح  

بعد أن أنهينا مباراتينا مع لبنان بحصيلة اثني عشر هدفا ، في باكورة رحلة المجد صعودا إلى نهائيات مونديال مكسيكو 1986 ، قال لي أحمد راضي : اتصلَ بي الصحفي الكويتي فهد الرشيد ويريد أن يجري حوارا معي ، وهو يريد القدوم إلى الفندق لهذا الغرض ، ولكن أنا عندي فكرة ورغبة في الوقت نفسه!  
قبل أن أطرح سؤالا عن هوية الفكرة والرغبة ، بادرني أحمد بالقول : أريد أن نذهب سوية إلى المجلة ، أنا أعرف أنك مدير مكتبها في العراق وأنا أحرص على قراءة المجلة الأنيقة كل أسبوع ، واتمنى أن اطلع على الطريقة التي تتم فيها طباعتها ، وسيكون المشوار مزدوجا ، أي أن الحوار سيجري هناك في المطبعة!  
كان الاستغراب شعورا غمرني في هذه اللحظة ، لأنني لا أعرف أي شكل للولع لدى أحمد راضي بالمطابع وبالصحف ، لكني تصرفت بسرعة ، فأجريت اتصالا بالراحل الرائع الأستاذ غسان غريب مدير تحرير المجلة ونقلت إليه رغبة أحمد ، فما كان منه إلا القول : هذا شرف لنا جميعا أن نحظى بزيارة نجم الكرة العراقي العربي الآسيوي الكبير ، وسنجعل الزيارة خاصة للغاية ، ولكن أنا أيضا عندي رغبة!  
- تفضل يا أستاذ غسان .. رغباتك أوامر!  
- استغفر الله يا صديقي .. العاملون في المجلة ومنهم الطبّاعون يعشقون أحمد راضي ومعه عدد آخر من النجوم العراقيين أبرزهم علي حسين شهاب وكريم محمد علاوي ، فهل ستتحقق الأمنيات كلها مرة واحدة بمجيء الثلاثة إلينا ضيوفا لهم كل التقدير؟!  
(العملية وسعت أوي) على رأي عادل أمام ، ولم يكن أمامي سوى استئذان الرجل المسؤول الأول عن المنتخب العراقي وهو الدكتور عبد القادر زينل ، الذي استشار بدوره المدربين أنور جسام وأكرم سلمان وتمت الموافقة ، فكان الذهاب إلى مطبعة مؤسسة (المجالس) التي كانت تـُصدر مجلة (الرياضي العربي) في شارع الصحافة بمنطقة الشويخ ، وهناك كانت كل المفاجآت!  
حظي نجومنا الثلاثة باستقبال تاريخي .. أقول تاريخي ، لأن الإعداد للمناسبة تمّ من قبل فنيي وعمّال المطبعة من أشقاء مصريين وسوريين وفلسطينيين ، ولم تتدخل إدارة المجلة في التفاصيل!  
اطلع الساحر أحمد راضي ومعه النجمان المرموقان كريم محمد علاوي وعلي حسين شهاب على عملية إنجاز المجلة من الألف إلى الياء .. وكان الوقوف في القاعة الفسيحة حيث تدور مكائن الطبع ، طقسا استثنائيا في حياة لاعبينا الكبار الثلاثة ، فقد كانت هذه هي المرة الأولى التي يعيشون فيها التفاصيل يوم كانت الصحافة المطبوعة المقروءة سيدة الموقف ، وحدها صاحبة السطوة والكلمة!  
انتهت الزيارة بعد أن تركت صدى رائعا في أنفس العاملين في المجلة وفي مقدمتهم الصديق الصحفي السوري المهذب غسان غريب مدير تحرير المجلة .. لكنها لم تنته إلا بمفارقة ، فقد أصرّ الجميع على أن يلتقط  صورة مع نجومنا الثلاثة . حتى مصور المجلة (أظن أن اسمه كمال) رفض التفريط بفرصة كهذه ، فقد ناولني كاميرته كي أقوم أنا بالتقاط الصورة ، وكان العذر معه : أنت يا صديقي (شبعان) من الصور معهم ، دعنا نحظى لنفسنا بصورة واحدة!