أدوية عشبيَّة لفقدان الوزن.. الحقيقة والشك

من القضاء 2020/09/25
...

 ترجمة: نادية المختار

 
 
كشفت دراسة موسعة عن زيادة أعداد البدناء بين البالغين في أنحاء العالم مقارنة بأقرانهم الذين يعانون نقصا في الوزن. وقارنت الدراسة التي أشرف عليها علماء من جامعة امبريال كوليدج بلندن، ونشرت في دورية لانسيت العلمية، مؤشر كتلة الجسم بين نحو 20 مليون شخص بالغ خلال الفترة بين 1975 و2014. وتوصلت الى أن نسبة البدانة زادت ثلاثة أضعاف بين الرجال وأكثر من الضعف بين النساء. 
وأكدت الدراسة التي جمعت بيانات من البالغين في 186 دولة، أن عدد البدناء في أنحاء العالم ارتفع من 100 مليون شخص في العام 1975 الى 640 مليون شخص في 2014. وفي المقابل، أظهرت الدراسة ارتفاع أعداد الأشخاص الذين يعانون نقصا في الوزن من 330 مليون شخص الى 462 مليون شخص خلال الفترة نفسها. 
وأشارت الدراسة ان معدلات البدانة العالمية بين الرجال ارتفعت من 4 بالمئة في عام 1975 الى 11 بالمئة، بينما سجلت معدلات البدانة لدى النساء ارتفاعا من 7 بالمئة الى 15 بالمئة للفترة نفسها. وذكرت أن هذه النسبة تعادل 266 مليونا من البدناء بين الرجال و375 مليونا من البدينات في أنحاء العالم حتى العام 2014.
وأجرى باحثون من جامعة سيدني أول مراجعة عالمية للأدوية العشبية لفقدان الوزن منذ 20 عاما، ووجدوا أدلة غير كافية للتوصية بأي من الكثير من العلاجات الحالية.
وقد قامت المراجعة المنهجية والتحليل التلوي، المنشور في داء السكري والسمنة والتمثيل الغذائي، بتحليل أحدث الأبحاث الدولية في هذا المجال ووجدت 54 تجربة ذات شواهد تقارن تأثير الأدوية العشبية مع الدواء الوهمي لفقدان الوزن في أكثر من 4 آلاف مشارك.
يقول البروفسور ومؤلف البحث نيك فولر، استاذ اضطرابات الأكل والسمنة في مركز تشارلز بيركنز للبدانة والتغذية: “مع وصول معدلات زيادة الوزن والسمنة الى معدلات وبائية في جميع أنحاء العالم، يلجأ الكثير من الناس الى المكملات العشبية كنهج بديل للحفاظ على الوزن أو إنقاصه».
نتائج المراجعة والتحليل، وجد فريق البحث أنه على الرغم من أن بعض الأدوية العشبية أظهرت فقدانا أكبر للوزن من الناحية الاحصائية مقارنةً بالدواء الوهمي، الا أن فقدان الوزن كان أقل من 2.5 كغم، ومن ثم، ليس ذا أهمية اكلينيكية.
وتشير هذه النتيجة الى عدم وجود أدلة كافية للتوصية بأي من هذه الأدوية العشبية لعلاج انقاص الوزن. علاوة على ذلك، كان للعديد من الدراسات طرق بحث أو تقارير سيئة. وعلى الرغم من أن معظم المكملات تبدو آمنة للاستهلاك على المدى القصير، الا أنها باهظة الثمن وغير مكلفة، اذ وفقا لفولر، لن يوفر خسارة وزن ذات مغزى سريري.
أظهرت أحدث البيانات بشأن استخدام مكملات انقاص الوزن، المأخوذة من دراسة أميركية، أنه من بين الأشخاص الذين يحاولون انقاص الوزن، أبلغ 12 بالمئة من الرجال و19 بالمئة من النساء، عن استخدامهم العام الماضي الأدوية العشبية، أو «المكملات العشبية» كما تعرف عموما. فهي منتجات تحتوي على نبات أو مجموعات من النباتات كعنصر نشط، تأتي بأشكال مختلفة بما في ذلك حبوب أو مساحيق أو سوائل.
تشمل المكملات العشبية الشائعة المستخدمة لفقدان الوزن الشاي الأخضر وغارسينيا كامبوجيا والفاصوليا البيضاء والمانغو الأفريقي.
وذكر المؤلفون، أنه بين الأعوام من 1996 - 2006، تم ادراج ألف مكمل غذائي لفقدان الوزن في السجل الأسترالي للسلع العلاجية من دون تقييم الفعالية.
ويمكن بيع هذه المواد وتسويقها للجمهور عبر الوسطاء الذين يستوردون أو يصدرون أو يصنعون السلع، إذ إن المطلوب منهم فقط الاحتفاظ، ولكن ليس بالضرورة انتاج أدلة تثبت ادعاءاتهم.
وقد لاحظ المؤلفون أن 20 بالمئة فقط من القوائم الجديدة يتم تدقيقها سنويا للتأكد من أنها تلبي هذا المطلب. ففي بعض البلدان، يكون الشرط الوحيد هو أن يحتوي الملحق العشبي على مستويات مقبولة من المواد الطبية. يقول فولر: “النمو في الصناعة وشعبية هذه المنتجات يسلط الضوء على أهمية اجراء المزيد من الدراسات القوية بشأن فعالية وسلامة هذه المكملات لفقدان الوزن».
وقد استبعدت المراجعة الدراسات التي لم تتضمن الأدوية العشبية لنبات بأكمله، أو كانت تتألف من زيوت نباتية أو مجتمعة مع مكملات غذائية أخرى مثل الألياف والبروتينات.
وتقاس البدانة من خلال مؤشر كتلة الجسم الذي يعبر عن العلاقة بين وزن الشخص وطوله، ويحسب المؤشر من خلال تقسيم الوزن بالكيلوغرام على مربع الطول بالمتر، فاذا سجل المؤشر 30 كيلوغراما يعد الشخص بدينا. 
يقول البروفسور شانغ: “أظهر البحث الذي أجريناه أنه على مدى 40 عاما انتقلنا من عالم كان فيه النحفاء أكثر من ضعف معدل البدناء، الى عالم أصبح فيه البدناء أكثر تراجعا خلال العقود الأربعة الماضية، وان معدلات البدانة عالميا وصلت الى نقطة أزمة».
وتابع: “نأمل في أن تخلق هذه النتائج انطباعا بنقل المسؤولية من الفرد الى الحكومات، وتطوير وتنفيذ سياسات لمعالجة البدانة. ولن يتغير الوضع على الأرجح، حتى نجعل خيارات الغذاء الصحية مثل الفواكه الطازجة والخضراوات متاحة للجميع، ونأمل ان تزيد الأسعار على الأطعمة المصنعة غير الصحيَّة.»
* عن ساينس ديلي