طالت المخاطبات، بين رئاسة تحرير «الصباح» ومرجعيتها الادارية في شبكة الاعلام العراقي؛ لإنضاج إجراء مهني يغاير المألوف، في تاريخ الصحافة، وهو استحداث صفحات تخصصية، تدور في فلك الفن، هما «إذاعة وتلفزيون» و»موسيقى وغناء» تضافرا مع «سينما» الموجودة أصلا.
ولما أزف الوقت وحط طائر الموافقات، كنا قد ترسنا أوعية ناعور «البوار – مواد جاهزة» وسكبناها تروي خضرة الصفحات اليومية.. الاخيرة وفنون، قبل ان تتوزع بين غناء وبث وشاشة فضية.
صار علينا ان نستوفي متطلبات، شهور، في غضون بضعة أيام، تنطلق خلالها الصفحات التخصصية، التي يطيب للأكاديميين تسميتها «فئوية» لانها تعنى بشؤون فئة متخصصة بمهنتها.. وهما الفن والاعلام.. هنا في هذا الموضع.
ولأننا جريدة يومية عامة، تمول من المال العام، ولسنا مطبوعا محكما؛ وجدنا التحليق في فضاءات بحر عميق، والاكتفاء بملامسة سطحه، من دون الخوض في غمار أمواجه اللجية.. كالجبال، مناسب لقارئ ذواق.. غير متخصص، نحدثه بخطاب تخصصي مبسط، يجذب المتلقي الى جماليات الفن والاعلام، من دون إثقال بالمصطلحات التي تستلزم قاموسا، وهذا لا يصح في سياقات مهنة الصحافة؛ لأن الجرائد تقرأ في محطات الباص، بانتظار سيارات الجوادر والبياع.. في بغداد، او خمس ميل والطويسة.. في البصرة او باب الطوب وبرطلة.. في الموصل.
نسجنا الصفحات على نول هذا الفهم، لحمتنا توجيهات الزميل رئيس التحرير عباس عبود، ليس بصفة وظيفية فقط، إنما بصفة مهنية ايضا؛ يتضافر مع الحوار الداخلي في اروقة ومكاتب الجريدة، انتظارنا لآراء المعنيين بشؤون الاعلام، ومقترحات المريدين لـ «الصباح» لتكون بأعيننا.. موضع اهتمامنا على طاولة التداول.
يحط طائر «إذاعة وتلفزيون» بين صفحات «الصباح» متدفقا بالرغبة في التحليق.. يغرد بلحنه الخاص وسط سرب.. يتميز فيه، ولا يغادره.. «أمشي مع الجمع وخطوتي
وحدي».