مطربة الحي لا تطرب!

الرياضة 2020/10/02
...

طه كمر
 

بالأمس أجرت لجنة المسابقات في اتحاد الكرة العراقي قرعة الدوري الممتاز، وتفاءل الجميع خيرا وعرفت الأندية مبارياتها لاسيما ان الجولة الاولى سيتضمنها لقاء ناري يجمع الشرطة والزوراء في ديربي العاصمة بغداد، لكن هناك تساؤلا مشروعا أضعه أمام القائمين على الدوري وجميع ادارات الأندية وحتى الإعلام، مفاده كيف سيكون لون وطعم الدوري الذي ينخرط بأنديته المتنافسة لاعبون ومدربون لم نسمع بهم من قبل ينضوون تحت طائلة ما يسمى بـ(الاحتراف)، بعد أن عرف الجميع ان الاحتراف يتجلى بالتعاقد مع لاعب أو مدرب ذي مستوى فني عال ويفوق ما موجود في الفريق على أقل تقدير. طرقت مسامعنا أنباء كثيرة عن توصل أندية دورينا لاتفاقات مع لاعبين ومدربين ليس لهم تاريخ كي تبرم معهم تعاقداتها التي تتيح لهم الفرصة بالتواجد في دورينا الذي بات أشبه بحقل تجارب، فعلى سبيل المثال ان نادي الميناء تعاقد مع السوري عمار ربحاوي كمدرب مساعد للمدرب الروماني تيتا الذي سيقود السفانة في هذا الموسم، فربّ سائل يتساءل من هو ربحاوي؟ وما هو تأريخه قياسا مع مدربينا شاكر محمود وراضي شنيشل ونبيل زكي وعادل نعمة وأحمد دحام وجبار هاشم والقائمة تطول، وكما يقول المثل الشعبي السائد ( مركتنه على زياكنه) خصوصا اننا نعلم جيدا بمستوى مدربينا ولاعبينا الذي يفوق مستوى لاعبين ومدربين مجهولين لنا ليجربوا حظهم ببعض المباريات ليتم الاستغناء عنهم وتبدأ سلسلة المشكلات المادية. ولو تمعنا جيدا ببقية التعاقدات نجد ان نادي الطلبة تعاقد مع اليمني مفيد جمال على سبيل الإعارة لموسم واحد، بعد تعثر صفقة انتقال اللاعب اللبناني حسين شعيتو، فلا أعرف أين الأناقة الذي اقترنت باسم هذا النادي من هذه التعاقدات التي لا تتلاءم مع تاريخه، بينما ذهب الشرطة حامل اللقب للتعاقد مع النيجيري أودو موسيس القادم من نادي مصر المقاصة صاحب المركز السابع بترتيب لائحة الدوري المصري بفارق 39 نقطة عن الأهلي حامل اللقب، فهل يحتاج الشرطة المتخم بالنجوم لمثل هكذا تعاقد؟ الحديث طويل عن هذه التعاقدات التي لم تجن منها الأندية أي فائدة فنية بقدر ما تسببه لها من مشكلات ووجع رأس هي في غنى عنها، لاسيما ان مشكلات الأمس لم تنته بعد أن اشتكى بعض المحترفين على بعض الأندية على خلفية عدم إتمام التسويات المالية، ومن وجهة نظر شخصية أرى ان على أنديتنا التفكير مليا باستقطاب لاعبينا ومدربينا الذين باتوا يستجدون الفرصة الخجولة في الأندية الخارجية، لاسيما انهم متواجدون بكثرة في الدوريات العربية، ليقفز الى أذهاننا المثل السائد ( مطربة الحي لا تطرب).